20‏/01‏/2010

ينبغي التغيير

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


أشكر أولا من تجشم عناء التعليق عن مقالي الأخير. بارك الله فيك سيدي و الآن ساتطرق إلي موضوعنا.

حينما نقلب النظر في أحوال شعب مصر بإعتبار أن التغيير الذي سيغير وجه العالم العربي هو ذلك الذي سوف يأتي إن شاء الله من شعب مصر بالتحديد.
أعود و أقول عندما نقلب نظرنا في أحوال الشعب المصري ندرك بأنه ليس في حاجة إلي بوصلة أو لنقل إلي قائد بقدر ما يجب أن يؤمن بأحقيته في التململ و النهوض. لأن القائد لن يصنع ما في داخل النفوس و القائد لن يأتي إلا إذا تهيأت النفوس لإستقباله.
إذن علينا أن نمعن النظر في أوضاع الشعب المصري، لم أذهب إلي مصر و لم أحتك بمصريين، فأنا من أعرفهم بشكل أفضل هم اللبنانيين بحكم قربي من الشام المقاومة غير أن ما جمعته من معلومات و إستماعي لشهادات أناس عاشوا في مصر و أحتكوا بشعب مصر فقد إستنتجت هذه النتائج :
يتميز شعب مصر بأعلي نسبة من التثقف و التعلم
يتميز شعب مصر بالجد و الكد و الإتقان في عمله
يتميز شعب مصر بروح الدعابة و الفكاهة
يتميز شعب مصر بقدرته في التحمل

إذن علينا أن نتساءل إذا ما ميزات شعب مصر هي هذه، فما الذي جعله يستكين إلي نظام حكم ظالم ؟
ما يلي :
هل السلبية التي إنغرست فيه بمقتضي حكم شمولي دام لأكثر من أربعين سنة إذا ما حسبنا فترة السادات جمدت في الشعب المصري قدرته علي أن يشق لنفسه طريقا مستقلا يكون فيه سيدا و ليس تابعا ؟
هل اللامبالاة التي تحكم موقف الشارع المصري هي وليدة يأس أو خوف من جهار أمني نازي ؟
هل إفتقاد الشعب المصري لنخبة فاعلة و محركة له جعلته ينأي بنفسه عن المغامرة ؟
و كيف يفتقد هذه النخبة و هي موجودة من الأستاذ فهمي هويدي إلي عبد الحليم قنديل إلي بعض وجوه الإخوان المسلمين؟
فما الذي حمل الشعب المصري طيلة ثلاثة عقود علي الصمت هل لأن الإعلام المأجور قوي و متنفذ جدا فله تأثير علي الجماهير و لكن الجماهير المصرية جد فطنة و ليست من نوع الذي ينقاد إلي أبواق النظام الإعلامية و إن كنت أتحفظ نوع ما لأننا رأينا ماذا فعل الإعلام المصري المأجور في الجماهير المصرية أثناء مبارة مصر الجزائر و كيف وقع قلب حقائق و صدقها الجمهور و لأسئل سؤال سبق و أن سأله الأستاذ عبد الحليم قنديل لماذا خرج الجمهور المصري إلي الشارع في مباراة الجزائر و مصر و لم يخرج لمناصرة إخوانه في غزة بمقدم النشطاء الدوليين للقاهرة ؟
نحن نريد أن نفهم ما الذي أدي بالشعب المصري إلي هذه الحالة من السلبية ؟
يقول البعض تعرض الشعب المصري إلي عمليات غسل دماغ بدأت في عهد السادات و لازالت متواصلة. هل يعقل هذا ؟ معناه أن عمليات غسل الدماغ هذه كانت من الضخامة و من العمق ما شل قدرة الشعب المصري علي التمييز و التمحيص.
يقول البعض الآخر أن تظافر عوامل عديدة كانت وراء إفقار الشعب المصري و بالتالي إنصرافه عن قضاياه من مطالبة بحكم راشد و عدالة منصفة لإنهماكه في طلب أسباب الرزق.
هل يعقل أن وجود الشعب المصري و قد بلغ تعداده 80 مليون شخص إنحصر في هم توفير أسباب الرزق و فقط ؟
لا أدري لم أقتنع بعد، فأن نبرر ما لا مبرر له هذا ما لا يستسيغه عقلي العنيد.
هل كان يعاني الشعب الجزائري قبل 5 أكتوبر 1988 ما يعانيه حاليا الشعب المصري ؟ طبعا لا و رغما من ذلك وقعت إنتفاضة شعبية في الجزائر في 5 أكتوبر 1988 فكيف نفسر السكون السائد في مصر منذ أكثر من ثلاثة عقود ؟
هذا غير مفهوم، حينما تحرك الشباب الجزائري في 5 أكتوبر لم يكن هناك من يقوده أو من يوجهه طبعا هناك حديث أن الإنتفاضة لم تكن عفوية و لم تعبر حقا عن مطالب الشعب الحقيقية لكن أن نربط إنبعاث الشعب المصري بضروة إيجاد له قيادة واعية متبصرة و فاعلة، هذا أمر لا نعتبره قاعدة عامة.
فبإمكان الشعب المصري أن يتحرك من خلال تحركات صغيرة في الجامعة، في المصنع علي معبر رفح و في أماكن الشغل بالإضراب أو الإعتصام أو حتي صوم أيام معينة او البقاء في البيت و عدم الخروج للشارع، فكل هذه الحركات إن وقع التنسيق بينها و تم تعميمها علي كامل التراب الوطني بإمكان الشعب المصري أن يغير تاريخ المنطقة بأكمله.
هذا هو رأي و الآن أستمع لكم.

بقلم عفاف عنيبة

12‏/12‏/2009

كلمة حق

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين و علي آله الأطهار و علي صحابته الكرام.

صمت لمدة طويلة منذ أبريل الماضي و حرصت أكثر علي الصمت طيلة المحنة التي تعرضت لها علاقة بلدي الجزائر بمصر و أفضل أن أستمر في صمتي فقط لي بعض الملاحظات سأبديها راجية من الله عز و جل أن أصدق فيها.
عندما تأهل المنتخب الجزائري إلي كأس العالم لكرة القدم قلت : الحمد لله أن منتخب دولة مسلمة غير مطبعة مع العدو الصهيوني سيمثل العرب و المسلمين.
و أما فيما يخص نظام الحكم في مصر، فكل نزهاء و أشراف و أحرار مصر من القوميين إلي الإسلاميين هم متفقون علي ضرورة تغييره سلميا و أتمني علي النخبة المصرية المخلصة لله و لرسوله الكريم صلي الله عليه و سلم بمفكريها و علماء دينها أن يعمقوا تواصلهم مع الشعب المصري و أن يعملوا علي توعيته لكي يتحرك في المستقبل كان في المدي القصير أو البعيد في إتجاه الضغط علي النظام المصري الصهيوني و إجباره علي التنحي من الحكم و قبل أن يحصل ذلك فعلي النخبة أن تركز جهدها علي تنشأة الجيل المصري الذي سيضطلع بمهمة التغيير و إعادة مصر إلي حاضرة الإسلام و إلي دورها الطبيعي في مواجهة حضاريا و عسكريا العدو الصهيوني مع بقية أشقاءه من المخلصين العرب و المسلمين.
إلي نخبة مصر- الغير المتصهينة - اقول كان الله في عونكم و خوذوا مثال علي لبنان معجزة الله في خلقه فبالرغم من أنهم نظام طائفي و علماني بإمتياز فهم يعيشون في ظل الغول الصهيوني معززين مكرمين لأنهم أدركوا بأن العدو لا يعرف إلا لغة واحدة لغة القوة و المقاومة المدنية و المقاطعة علي جميع الأصعدة.
لنترحم علي أرواح شهداء مصر و الجزائر ممن أبلوا البلاء الحسن في الذود عن حياض ديار الإسلام في مصر و غير مصر ضد العدو الصهيوني الغاشم.
بقلم عفاف عنيبة

15‏/04‏/2009

نكبة إتفاقيات كامب دافيد

بسم الله الرحمن الرحيم

و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

هذا العام ذكرونا بذكري خروج مصر الرسمية عن الصف العربي الإسلامي ( مع العلم أن اليوم كل الأنظمة العربية علي خطي مصر)، في هذه الأيام الكل منشغل في مصر و في غير مصر بتشديد الحصار علي غزة و قضية فلسطين برمتها.
تهنا، تهنا حقا.
كنت أتوقع في 1979 و عند التوقيع علي إتفاقيات الإستسلام للعدو الصهيوني من أن الشعب المصري برمته سينتفض ضد القيادة الفاسدة. لا شيء وقع سوي إغتيال السادات دون حل جذري للخروج الرسمي المصري عن الأمة العربية الإسلامية.

بين 1999 و عام 2000 كان قد جاء إلي رئاسة الجزائر عبر ما يسمي بإنتخابات الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و في إحدي سفرياته يلتقي الرئيس الجزائري بالخائن إبن الخائن اليهودي الصهيوني المطرب الفرنسي أنريكو ماسياس و يستجدي هذا الأخير حق العودة إلي مسقط رأسه قسنطينة المدينة التاريخ في الجزائر و يقبل الرئيس الجزائري و يعطي له تعهد بذلك. و عند عودة الرئيس الجزائري يجد أن القيامة قامت في بلده و قد قامت هذه القيامة له، فمن قسنطينة إلي المجاهدين و حتي الشهداء في قبورهم واجهوه بقوة رافضين عودة الخائن إبن الخائن:- هي مجرد زيارة له لقسنطينة. قال لهم الرئيس.
- لا أبدا لا زيارة و لا عودة و لا نريد رؤيته علي الإطلاق إلا علي حبل المشنقة. صدقوني إخواني و أخواتي الكرام، من الصعب علي الجزائري العادي أن يتملص من وعد و عهد أعطاه، فهو يعده كبيرة من الكبائر فما بالكم برئيس جمهورية الجزائر . لكن أضطر الرئيس بوتفليقة إلي رفض زيارة الخائن إبن الخائن ماسياس و هذا نزولا عند رغبة و إرادة جيل لم و لن ينسي خيانة اليهود للجزائر و لفلسطين.
في واقعة أخري عاد بعض الجزائرين اليهود و الذين هربوا مع المستعمر الفرنسي في 1962 لزيارة بعض الأماكن التي عاشوا فيها في آمان مطلق و هم من خدعوا و خانوا الأمانة. فإذا بهم يحاولون التلميح بأنهم مستعدين ليكونوا جسرا بين الجزائر و العدو الغاصب في فلسطين، فسرعان ما أنتصب لهم من إستقبلوهم من الجزائرين:- جئتم تقفوا علي أطلال وجودكم و أما ما بيننا و بين العدو الصهيوني إلا النار و الحرب.
أحد النواب الجزائرين أراد أن يثير صديقه بالقول له :- لا يجب أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين، ألم يحن الوقت لنقيم علاقات مع إسرائيل ؟ فكاد الرجل أن يموت و قد قفز صديقه ليخنقه بين يديه، فصرخ ضاحكا:- إنني كنت أمزح و لم أكن جادا في كلامي.
فرد عليه صديقه بكل جدية:- إلا في قضية فلسطين لا تمزح معي.

في عز العدوان الإسرائيلي علي غزة إستوقفني شاب في متجر ليقول لي:- يجب أن نعود مع اليهود إلي الحل النهائي الذي توصل إليه هتلر، فلا بد لنا أن نواجههم في معركة فاصلة و نهائية آجلا أم عاجلا.

أسئلكم إخواني الكرام كيف وصل الأمر في مصر لأن تركع و تعتبر المقاومة باطلا و الإستسلام و ليس السلام حقا ؟ كيف نفسر ما يجري في مصر؟ مصر التي كانت قبلتنا و مناراتنا ؟ كيف وصل الأمر بالشعب المصري و هو 80 مليون نسمة أن يخاف شرذمة لا تتجاوز 500 ألف شخص ممسوخ؟
فلسطين محاصرة و الأقصي قريبا جدا سينهار علي أساساته التي لم يتبقي منها الشيء الكثير و مصر الرسمية مشغولة بتجريم المقاومة و من ساعدوها، ماذا أقول ؟ لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم و حسبي الله و نعم الوكيل.

بقلم عفاف عنيبة

11‏/03‏/2009

تعليقا على ما كتب

نخلص من ذلك
الى انه
واجب علينا ان نؤمن ان هذه الأمه العربيه لها دور باسل وواقع فى هذا العالم
وعلى ذلك فعلينا ان نسعى بكل ما اوتينا من قوه لان تاخذ مكانتها الحقيقه و لأن يظهر للجميع معدنها الأصيل و الشريف
و هذا لن يتحقق
الا
بالتمسك بالدين الاسلامى الذى ارتضاه لها الرب " جل وعلى " لها دينا... ولن تعلو هامة العربى فى هذا العالم الا بانتشار "القران" حفظا
ومعنى فى نفوس الشعوب العربيه وتظهر تعاليمه الأصيله فى سلوكهم
وحينها سيعرف العربى مكانته ودوره الحقيقى
ولن تستطيع الامه الزود عن ارضها و اعراضها وكرامتها امام الشيطان الصهيونى وامام الطاغوت الامريكى الا بالاتباع الحقيقى لا الصورى فقط للنبى العربى سيد الانبياء والمرسلين وسيد الخلق اجمعين
محمد "صلى الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم "
الذى ارسله الله "جل ثناؤه "منهم" واليهم والى العالمين
وهذاو ف الختام
لنجعل عملنا من اجل ذلك اكثر من قولنا بذلك
و
الحمد لله
..
وستكن حينها امتنا على عهدها
عبادا لله "جل وعلى " وحــده
اعداءا للطاغوت
رافضين لاى سلام حامل للواء الاستسلام
فلا سلام مع الشيطان
بسم الله الرحمن الرحيم
"إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا"
...
رافعين لواء المقاومه والنضال
بسم الله الرحمن الرحيم
" فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "
..

19‏/02‏/2009

أجهل من دآبه وأضل من الهوام ... الجزء الثاني

نبدأ هذا الجزء من تلخيص بعض الكتب والدراسات عن العلاقة بين الإسلام والعروبة أو القومية العربية والرد على السؤال القديم الحديث عن أن الإسلام جاء ليهدم القومية العربية ليبني مجتمع جديد على أساس ديني بحت لا على أساس قومي وقد وضحنا في الجزء الأول ارتباط الإسلام بالعروبة من واقع القرآن الكريم ، وأن العروبة هي الوعاء للإسلام وأن العروبة هي الأصل وأن الإسلام جاء لينظم المجتمع القومي العربي في شبه الجزيرة العربية وأن الرسالة الإسلامية جاءت من أجل العرب وبلسانهم بل إن التشريع الإسلامي أقر ونظم بعض الأمور التي كانت في العصر الجاهلي ( أي في المجتمع العربي قبل الإسلام ) وضربنا على ذلك أمثله كثيرة ، فضلاً عن الأمور الفكرية التي كانت موجودة في جزيرة العرب حتى تطرق إلى البيئة العربية نفسها وشئون الحياة اليومية العربية وأن الإسلام جاء للعرب خاصة وللبشرية عامة ولم تتحقق عالمية الإسلام إلا إذا تحققت عروبة ، فلا تشريع إلا إذا درس القران الكريم ولا يدرس القران الكريم إلا إذا كان الدارس ملم بل محيط إحاطة كاملة بالغة العربية وقواعدها

والآن أصبح في إمكاننا أن نطرق الجزء الثاني من موضوع العروبة والإسلام والقومية العربية في شبه الجزيرة العربية في عهد الخلفية أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه

نعم إن هذا العهد هو عهد قومية الإسلام أو عروبته ، وهو استمرار لعهد النبوة والرسالة من هذه الناحية ، ولكنه في الوقت ذاته يبرز لنا قضية لا بد من الوقوف عندها من حيث قدرتها على إمدادنا بالمعيار الذي نزن به أقول أولئك الذين يعارضون العروبة باسم الإسلام ، ويدعون إلى إقامة الدولة الإسلامية بدلا من إقامة الدولة القومية ، وتلك القضية هي قضية الدولة الإسلامية

إن عهد أبي بكر رضي الله عنه هو العهد الذي يقدم لنا المفهوم الصحيح عما يمكن أن يسمى بالدولة الإسلامية المفهوم الذي نتخذ منه المعيار الذي نزن به أقول الداعين إلى الدولة الإسلامية ، والضاربين بالدولة العربية عرض الحائط


وأول ما نلفت إليه الذهن في هذا المقام هو أن معنى الدولة ، ومعنى الحكومة ، في أيام أبي بكر ، وفي أيام نزول القرآن الكريم لم تكن هي المعاني المعروفة اليوم من أنها السلطة التي تدير شئون الحياة في المجتمع ، لقد كان معنى الدولة حينذاك الشيء الذي يمكن تداوله ، وكان هذا الشيء في الاستعمال القرآني هو المال مرة ، وهو الأيام مرة أخرى ، فقد قال تعالى : " ليكلا يكون دولة بين الأغنياء منكم " ، وقال عن الأيام : " وتلك الأيام نداولها بين الناس " ، وكان معنى كلمة الدولة والحكومة والحكم ، القضاء والفصل بين الناس في الخصومات والمنازعات

والآيات القرآنية التي تشير إلى الحكم بما انزل الله ، والتي وردت حينا في شأن اليهود ، وحيناً في شأن النصارى ، ولم تكن تقصد غير هذا المعنى : الفصل في الخصومات ، جاء في القران الكريم : " وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله ثم يتولون من بعد ذلك وما أولئك بالمؤمنين . وقال : " إنا أنزلنا التوراة فيها هدى ونور ، يحكم بها النبيون الذين اسلموا للذين هادوا ، والربانيون والأحبار بما إستحفظوا من كتاب الله ، وكانوا عليه شهداء .. ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الكافرون "

وجاء فيه أيضاً : " وليحكم أهل الإنجيل بما انزل الله فيه ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الفاسقون " ، وجاء فيه خطاباً لمحمد عليه السلام : " وأن أحكم بينهم بما أنزل الله ، ولا أتبع أهواءهم ، واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل الله إليك ... إلى قوله : " افحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون "

إن الحكم في هذه الآيات جميعها إنما يعني الفصل في الخصومات بالعدل والقسطاس المستقيم ، وهذا إنما يحقق عندما يجئ الحكم مستنداً إلى التشريع الذي جاء من عند الله ، ويستوي في ذلك أن يكون هذا التشريع وارداً في التوراة عند اليهود ، أو وارداً في الإنجيل عند المسيحيين ، أو وارداً في القران عند المسلمين فلكل منكم جعلنا شريعة ومنهاجاً ، والكلمة التي وردت في القران الكريم ، ولها معنى السلطة التي تدار بها شئون الحياة في المجتمعات هي كلمة الملك ، ولم يكن أبو بكر رضي الله عنه ملكاً وإنما كان خليفة – خليفة لرسول الله .

وهنا لابد من وقفة نتبين فيها معنى خلافة أبي بكر رضي الله عنه لرسول الله

هو خليفته من حيث أنه إنما يخلفه – أي يحل محله لوفاته صلى الله عليه وسلم – ففي أي شيء قد خلفه لا يمكن أن يكون قد خلفه في الملك من حيث إنه صلى الله عليه وسلم لم يكن ملكاً ، وإنما كان نبياً ورسولا ، ولا يمكن أن يكون قد خلفه في النبوة والرسالة من حيث أن محمداً عليه السلام هو خاتم النبيين وآخر المرسلين بنص القران الكريم ، وهذا إلى جانب أن المولى سبحانه وتعالى هو الذي يختار الأنبياء والمرسلين ، ولكن يقع اختياره على أبي بكر رضي الله عنه ليكون خليفة للرسول عليه السلام



ولا يمكن أن يكون قد خلفه في السلطة التي يدير بها شئون الحياة في المجتمع من حيث أن محمداً عليه السلام إنما يستمد سلطته من الله باعتباره نبياً ورسولا : " من أطاع الرسول فقد أطاع الله " ، " وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع ، بإذن الله " ، وأبو بكر رضي الله عنه لم يستمد سلطته من الله وإنما استمدها من الناس في سقيفة بني ساعدة يوم وفاة الرسول عليه السلام ، ولقد طلب البني عليه السلام إلى يؤم الناس في الصلاة وهو في مرض الموت ، ولكن الصحابة لم يتخذوا من ذلك أساساً لاختيار أبي بكر خليفه ، من حيث أن الخلافة لم تسلم لأبي بكر إلا بعد صراع عنيف بين المهاجرين والأنصار في سقيفة بني ساعدة ، وكادت الفتنة أن تقع بعد امتشاق السيوف لولا حكمة الحكماء


والأمر الذي نؤكد عليه في هذا المقام تلك المقولة التي ترويها كتب التاريخ ، والقائلة في شأن أبي بكر رضي الله عنه لقد رضيه رسول الله لديننا – إشارة إلى إمامته في الصلاة والنبي عليه السلام مريض مرض الموت – أفلا ترضاه لدنيانا

إن هذه المقول إنما تعني اختيار الناس لأبي بكر إنما قام على منحه السلطة التي يدير بها شئون الحياة في المجتمع وهي عندهم وبنص المقول سلطة دنيوية أو بتعبير عصرنا هذا سلطة مدنية

ويؤكد هذا المعنى عندنا ما يلي

أولاً القران الكريم : وقد حارب السلطة الدينية عند أهل الكتاب عندما اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أرباباً من دون الله ، أي عندما منحوهم سلطة التحليل والتحريم الديني ، وهي في القران الكريم لا تكون إلا لله ، وليس من المعقول أن يحرم القران الكريم السلطة الدينية على أهل الكتاب ويجيزها لغير أهل الكتاب من المسلمين

ثانياً : إن اختيار رئيس السلطة ال
دينية عند أهل الكتاب إنما يتم عن طريق اختيار الكرادلة له ومن إليهم من رجال الدين لهذا الرئيس ، أما في حالة خلافة أبي بكر رضي الله عنه لرسول الله ، فإن شيئاً من ذلك لم يحدث ، والذين اختاروه هم أبناء الأمة العربية الذين حضروا البيعة في السقيفة ، والذين حضروها في مساجد الأمصار وليسوا رجال الدين من أمثال الكرادلة

ثالثاً : ليس هناك نص ديني من كتاب أو سنة يتعلق بكيفية قيام الخلافة ، ولم يحدث أن عين رسول الله أباً بكر ليكون خليفة ، كما فعل أبو بكر فيما بعد حين ، اختار عمر بن الخطاب ليكون خليفته من بعده

أن هذا كله يعني أن شيئاً واحداً هو خلافة أبي بكر لرسول الله كانت خلافة لرسول الله بأمر رسول الله فيما يخص إمامة الناس في الصلاة ، وفي شئون الدين قياساً على الصلاة ، وكانت بيعة من الناس فيما يخص إدارة شئون الحياة في المجتمع ، أي عمليه سياسية مدنية ، وليست دينية ، والأمر الذي أوريد أن أؤكد عليه في هذا المقام أن الله جلت حكمته قد ترك أمر الخلافة للناس ولم يقيدهم في ذلك بقاعدة معنية ، ترك الأمر لهم ليختاروا الشكل الذي يرونه مناسباً لأزمنتهم التي يعيشون فيها ، ولو قيدهم بنص لأصبح هذا القيد دنياً يتبع مهما تمر الأزمة وتختلف الأمكنة

إن نظام الخلافة عربي خالص لم يسبق إليه في الفرس الملكية ، أو في روما الإمبراطورية ، كما لم يكن امتداد للنوبة

إنه نظام دنيوي عربي ما يكون بالنظم الجمهورية الحديثة ، ولولا ما قام به أبو بكر رضي الله عنه من وضع تلك القاعدة التي استغلت فيما بعد أسوأ استغلال وهي حق الخليفة في أن يختار من الناس من يسند إليه الخلافة من بعده





لقد فعل أبو بكر هذا تفادياً لما حدث في سقيفة بني ساعدة يوم وفاة النبي عليه السلام ، ولم يكن النبي قد وقع اختياره على من يخلفه في إدارة شئون الحياة في المجتمع الإسلامي ، كانت أحداث السقيفة ماثلة وحاضرة أمام أبي بكر رضي الله عنه وهو في مرض الموت ، ومخافة أن يحدث هنا ما حدث هناك ، طلباً للاستقرار وتجنب الفتنة اختار أبو بكر عمراً رضي الله عنه ، والذي فعله أبو بكر انه أصلح الموجودين لأن يخلفه ، أما من جاؤوا فيما بعد ، وابتداء بمعاوية بن أبي سفيان ، فكان يختارون أبناءهم ، وانشأوا بذلك حكم الأسرة في الإسلام ، وأحالوا بذلك الخلافة إلى ملك عضوض فيما قال المؤرخين واصفين لتلك الفعلة التي فعلها معاوية ابن أبي سفيان ، خلافة كسروية

فارس عبدالفتاح .... قومي عربي

12‏/02‏/2009

مصيبتنا في بعض الفلسطينيين

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بعد العدوان و الحصار المستمر علي غزة علينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا لنضع الأصبع علي الجرح.

لماذا لا نحاسب فئة فلسطينية تنازلت عن أرض فلسطين 48 في إتفاقيات أوسلو واشنطن في 1993؟ هؤلاء الناس هم متطفلين علي قضية تحرير فلسطين برمتها. هم رهنوا أرضنا و إرادتنا وفق رغبة قوة الإستكبار.
نعم الخيانة أقدم من 1993، فالسادات خاض حرب 73 فقط ليفاوض من موقع القوة العدو الصهيوني من أجل الإعتراف بهذا الأخير و التطبيع مع كيان غاصب، لكن ماذا عن السيد عرفات و جماعته ؟ ماذا عن فئة من الفلسطينين يرون في التفاوض و السلام مع العدو بالتنازل عن أرض فلسطين 48 و حتي أرض 67 التي لم ينالوا منها شيء و حتي ذلك الفتات في غزة و رام الله فهو محاصر و مهدد بالإجتياح في أي لحظة ؟ ألا يستدعي الأمر و الموقف أن نعيد حساباتنا من جديد لنسمي الخائن خائن و الصادق المقاوم بالصادق المقاوم ؟ فتنازل بعض الفلسطينيين المحسوبين علي تيار السلام و قيام دولتين و جوار مسالم و خطة دايتون أوقع بنا في مصيدة كلفتنا غاليا و غاليا جدا. كيف نسمي من تنازل عن أرض المحشر و هل هي إستراتيجية ذكية أن نتازل عن فلسطين 48 بدعوي أن ميزان القوي في صالح العدو الصهيوني ؟ طيب نعم ميزان القوي هو في صالحهم مؤقتا لكن الزمان ممتد أمامنا لماذا نحكم علي الأجيال القادمة بالفشل مسبقا و نحرمهم و معهم مليار و نصف مليار مسلم من أرض بيت المقدس ؟ قبل الحصار و قبل فوز حماس في الإنتخابات التشريعية الأخيرة كانت مسيرة ما يسمي السلام ملغمة و معروفة نهايتها سلفا. فما يتجاهله بعض العلمانيون المتطرفون في السلطة الفلسطينية و في التيار العلماني في فتح أن لا سلام بين الظالم و المظلوم و أن الله أقر في قرآنه الكريم في سورة البقرة من 1400 سنة أنه لن ترضي عنا اليهود و لا النصاري حتي نتبع ملتهم و اليهود الصهاينة الغاصبين حينما إحتلوا فلسطين قاموا بذلك الإحتلال علي أنه إعلان حرب علي الإسلام داخل فلسطين وفي كل العالم العربي الإسلامي و جاء العرب ليحصروا القضية الفلسطينية بينهم بينما كان المطلوب أن يتصدي لقضية تحرير كل فلسطين مسلمي كوكب الأرض كله و أن لا يترك للشعب الفلسطيني و قادته من العلمانيين أي حق في تقرير أي شيء في قضيتهم إلا بالعودة إلي كل مسلمي كوكب الأرض و علي رأسهم جميعا علماء الإسلام . فالصف العربي سرعان ما إخترقته الحركة الصهيونية و أصبحت بعض الأنظمة العربية بما فيها النظام المصري و الأردني و حتي السعودي تري في العدو الصهيوني حليف أمين ضد الإنبعاث الإسلامي و هذا ما أقر به في كتابه القيم " التهديد الإسلامي أسطورة أم حقيقة ؟"المستشرق الأمريكي جون ل. إزبوزيتو. ألم تقزم إتفاقيات أوسلو القضية الفلسطينية ؟ ألم تصفي تلك الإتفاقيات القضية من أساسها ؟ لماذا يطالب اليوم الفلسطينيون ب 22 بالمائة من الأرض التاريخية ؟ بما أنهم تنازلوا عن 78 بالمائة من مجموع أرض فلسطين، كيف سيترك لهم العدو ذلك القليل الذي باتوا هم الطامعين فيه و ليس العدو الصهيوني الذي أخفي جشعه و ألصق تهمة الجشع و الطمع بشعب فلسطين و قيادته السياسية العميلة ؟ لماذا لا ننتبه إلي محتوي كتاب "تانكريد" الذي كتبه أحد أوائل الصهانية دي إسرائيلي في 1838 داعيا فيه إلي هيمنة يهودية مسيحية علي العالم ؟ ألم يحققوا ما خطط له دي إسرائيلي ؟ لماذا هم صف واحد ضدنا و نحن نواجههم متبعثرين البعض منا مغتر بنفسه و الآخر خائن يري في الإنبعاث الإسلامي الحضاري الشامل تهديدا لوجوده و كرسيه و إمتيازاته ؟ فكل الحروب التي خاضتها الأنظمة العربية ضد العدو الغاصب إلي 1973 كانت تنقصها رؤية واضحة حول الحل الجذري لقضية فلسطين. فهل كانت الجيوش العربية تحارب من أجل تحرير كل أرض فلسطين و تطهير الأرض من دنس اليهود في نفس الوقت الذي تخوض الحرب علي جبهة أخري من نوع آخر، حرب تضع الهيمنة الإمبريالية خارج حدود العالم العربي الإسلامي بحيث لا تحكم دساتيرنا قوانين من صنع الغرب الإمبريالي ؟ طبعا لا. ألا يعد إنضمامنا للأمم المتحدة و وكالة الطاقة النووية و منظمة التجارة الدولية شكل من أشكال الإنضواء تحت لواء الصليبية الصهيونية ؟ فتحرير فلسطين يبدأ بتحرير الذات المسلمة من التبعية في كل شيء من الإقتصاد إلي الإجتماع، من السياسة إلي الثقافة، من التعليم إلي الهوية. و كل هذا غير متوفر و لا وجود لإرادة ساسية عربية و إسلامية في ان نكون جسم واحد من مقاطعة إيغور في الصين إلي موريتانيا. فداء القطرية و القوميات و داء الخيانة الذي ترفع لواءه بعض الأنظمة العربية و المسلمة، كلها مستفحلة بما فيه الكفاية في طول و عرض أمتنا.

بقلم عفاف عنيبة

أجهل من دابه وأضل من الهوام


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "


صدق الله العظيم


هذا الرد مقتبس من بعض الكتب والدراسات ، والله المستعان فإذا أخطأت فمنى وإذا أصبت فمن الله .. وسوف يكون الرد على ثلاث أجزاء



ملحوظة : أعلم أنه يوجد أناس لا يحبون القراءة وإذا قرئوا لا يستوعبون فسوف أللخص هذا الجزء في بضعة اسطر حيت استطيع أن أوصل لكم الإجابة عن سؤالك ألا وهو العلاقة بين السلام والعروبة .. أقول إن الأشهر الحرام كانت موجودة قبل الإسلام وجاء الإسلام واقرها بل ووضع عليها نوع من القداسة الدينية وألزم المسلم ( غير العربي ) بحكم الالتزام به . وإن الحج كان قبل الإسلام للعرب وجاء الإسلام واقره وجعله ركن من أركان العقيدة الإسلامية ولا تصح هذه العبادة وهي الحج إلا إذا أقيمت باللغة العربية وبالأراضي العربية والزمان العربي وهو الشهر زى الحجة العربي . وإن التعبد بالقرآن لا يجوز إلا إذا تلي باللغة العربية ،، وأن الصلاة لا تجوز ولا تصح إلا إذا أقيمت أركانها باللغة العربية من الأذان إلى التسليم وختم الصلاة بالتسابيح .. والكثير الكثير وأسوف ادخل في هذا الموضع باستفاضة فإن كانت لديك القدرة على القراءة تابعي وإلا يكفيك التلخيص .. وسوف أورد لك أحاديث كثيرة صحيحة وبإسناد صحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العرب والعروبة وسوف تكون هذه الأحاديث في آخر جزء إنشاء الله إن كان في العمر بقيه





فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا الله وإنا إليه راجعون ،، هدانا الله أنا وأيك . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم



العروبة والإسلام




المقدمة



الحديث عن العروبة والإسلام حديث قديم جديد ، وأول ما بدأ هذا الحديث في اعتقادي بعد ظهور الشعوبية في العصر العباسي ، فلقد انطلق الشعوبيون يشككون في مزايا العرب وفضائلهم وفى ما خصهم الله به من مجد حين حملوا لواء الرسالة ، وألف هؤلاء الشعوبيون الكثير من الكتب في انتقاص فضائل الأمة العربية وزعم الزاعمون منهم أن الإسلام وحده قد جعل ذلك الشتات العربي امة تعرف أن تتصرف كباقي الأمم ، غال من غالى منهم فأنكر على العرب بلوغ أي مجد في ظل الإسلام ، وبعد ذلك الجدل الذي احتدم بين هؤلاء الشعوبيين بين من تصدى لهم من كتاب ومفكرين وفي ذلك العهد انبعثت هذه الحملات من جديد حين تسلط العثمانيون على الأمة العربية ، ولا سيما في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، بعد أن انصرف العثمانيون نحو الطورانية وأسسوا جمعية الاتحاد والترقى وجمعية تركيا الفتاة ، ونظروا إلى العرب نظرة استعلائية حثت بالمخلصين من أبناء العروبة على التفكير الجاد في الخلاص من ذلك الاستعمار ، ونحن نعلم أن العرب حين تنادوا للخلاص من الاستعمار العثماني انبر بعضهم يدافع عن الخلافة العثمانية باسم الإسلام ، وحمل دفاع المعارضين للخلاص ما يعد تطاولاً على القومية العربية وانتقاصاً لمكانة العرب ، وكلنا يذكر أن العرب حين ثاروا في الخامس من حزيران 1916 خطأهم من رأوا ضرورة استمرار الخلافة العثمانية، بالرغم مما لاقى العرب من اضطهاد وظلم ومحاولات جادة لتتريك اللغة والتراث والشخصية العربية ، وبعد خروج العرب من الدولة العثمانية وازدهار الحركة القومية في كثير من الأقطار العربية تجددت الأحاديث حول العروبة والإسلام بعد ظهور الأحزاب الدينية ، ولا يسما حزب الإخوان المسلمين في مصر ، ونحن نعلم أن هذا الحزب قد أسس وقد عمل فيه الكثيرون على محاربة الهوية العربية في مصر، فلا البيت المالك في مصر يرغب في الهوية العربية ولا أولئك الاستعماريون المسيطرون يرغبون في هذه الهوية ، ولقد كان الاستعمار وما زال يخشي تمسك مصر بهويتها العربية ، كيلا تتزعم مصر الأمة العربية وتسير بهذه الأمة نحو آمالها القومية ، ولذلك استبعدت العروبة استبعادا كاملاً من الدعوة الإسلامية التي دعا إليها الإخوان المسلمون ، ونهج على هذا النهج كثير من ظهروا بعد ذلك في الساحة العربية من دعاة الحزبية الدينية ، ما زال الحديث قائما حول العروبة والإسلام . العلاقة بين العروبة والإسلام : يسعدني أن أوضح هذه العلاقة بين العروبة والإسلام منذ النشأة الأولى لهذه العلاقة وحتى أيامنا هذه ، واضعين في الاعتبار أن المسار الطويل لهذه العلاقة ، والذي يبلغ فيما نعرف جميعاً أربعة عشر قرناً وتزيد قليلاً مما يمكن التمييز فيه بين مراحل تاريخية ثلاث ، لكل واحدة منها طابعها الخاص بها ، والمميز لها عن غيرها . وهذه المراحل الثلاث هي



المرحلة الأولى : المرحلة التي كانت فيها العلاقة داخل الإطار العربي ليس غيره ، والتي تشمل زمن النبي عليه السلام وزمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وكانت هذه العلاقة – فيما بعد نعرفه جميعاً – سيئة أول الأمر في العهد المكي بطوله ، ثم أخذت في التحسن إلى أن أصبحت علاقة حميدة في آخر العهد المدني ، ونزل فيها من القران الكريم ما يخاطب أبناء الأمة العربية بقولة " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام ديناً " وهى الآية التي نزلت في حجة الوداع وكانت من آخر ما نزل من القران الكريم



المرحلة الثانية : المرحلة التي بدأت بخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والتي خرج فيها الإسلام من الإطار العربي إلى العالم الفسيح ، والتي استقطب فيها الإسلام أناساً من خارج الجزيرة العربية ... ولقد بلغت هذه المرحلة من الطول ما يقرب من ثلاثة عشر قرناً كانت العلاقة فيها حسنة جداً بين العرب والشعوب الأخرى



المرحلة الثالثة : ثم المرحلة الثالثة والأخيرة ، وهى التي تبدأ منذ قرن تقريباً تنقص قليلاً أو تزيد قليلاً، وكانت العلاقة فيها سيئة إلى الغاية ، حيث أنها المرحلة التي أخذت فيها كلمة العروبة معني سياسياً ومفهوماً قومياً جديداً بعد أن نشأ مبدأ القوميات وأخذت فيها كل امة تتعرف على ذاتها ، وتحدد مقومات وجودها وتسعى في سبيل تحقيق دولتها القومية التي تنطبق فيها حدودها السياسية على حدودها القومية . ولقد اخذ بعض أبناء الأمة العربية المبدأ ، واخذوا يسعون في تحقيق الدولة القومية التي تنفصل عن الدولة العثمانية وتصبح دولة مستقلة لها حدودها القومية . انه عند ذلك ظن بعض الناس بالقومية العربية السوء وراحوا يعارضون باسم الإسلام ، ويذهبون إلى أنها الدسيسة الاستعمارية ضد الإسلام ، وان الاستعمار يعمل على أن تكون الوحدة العربية هي بديل عن الوحدة الإسلامية – الأمر الذي نراه نحن عربياً خارجاً على حدود الإسلام والدين ، كما سوف نري



ويسعدني أن يكون القران الكريم هو المصدر الأول عن الحديث عن هذه العلاقة – وذلك للاعتبار التالية



الاعتبار الأول : إن القران الكريم هو المنشئ الأول للعلاقة بين العروبة والإسلام حين انشأ الإسلام في الأرض العربية ، وحين كان الوحي من الله للنبي العربي محمد بن عبد الله عليه السلام ، ومن هنا كان لابد من الرجوع إلى القران الكريم للتعريف على كيفية نشأة هذه العلاقة بين العروبة والإسلام



الاعتبار الثاني : إن القران الكريم هو السجل الصادق لتطوير هذه العلاقة ، والموجه الأول لتنمية هذه العلاقة ، فلقد رعاها يوم أن كانت العروبة ترفض الإسلام في العهد المكي ، ورعاها والعروبة تتقبل الإسلام بالتدريج في العهد المدني ، ثم صور لنا ذلك كله في حوار فكري ، وفي صراع جسدي حين صور الجدل القوي العنيف بين النبي عليه السلام وأهل مكة ، يحن صور لنا الغزوات والحروب التي قامت بين المسلمين من الأنصار والمهاجرين من العرب ، والمشركين العرب من سكان الجزيرة العربية، والتعرف على كل الحقائق من القرآن الكريم هو الذي يكشف لنا عن الأبعاد الحقيقة لهذه العلاقة



الاعتبار الثالث : وهو الأهم من وجهة نظري ، وهو أن صيغة العلاقة بين العروبة والإسلام كما صاغها القران الكريم سوف تكون المعيار الذي نزن به أقوال الذين يظنون بالعروبة ظن السوء ، وسوف تكون الإجابة السليمة على تحديات الذي يتحدون العروبة باسم الإسلام . القران الكريم أيها أحبابنا هو سبيلنا الوحيد للتعرف على أبعاد هذه العلاقة وللرد على الرافضين للعروبة باسم الإسلام واني وضعت آيات كريمة على رأس المدونة تقول بالنص



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ... مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ... صدق الله العظيم


المرحلة الأولي



والآن ماذا قال القرآن الكريم عن هذه العلاقة ؟ يمضي القرآن الكريم أيها الإخوة على أن الإسلام ليس إلا النظام الديني للأمة العربية أولاً ، وقبل كل شيء ، النظام الذي نزل من السماء ليكون البديل عن الأنظمة الأخرى التي كانت الأمة العربية تمارس حياتها على أساس منها . يقول الله تعالى : " وهو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ، يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة – وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . ويقول تعالى : " وكذلك أوحينا إليك قراناً عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ... " . ويقول على لسان محمد صلى الله عليه وسلم : " إنما أمرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء ، وأمرت أن أكون من المسلمين ، وان أتلوا القرآن فمن اهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المذرين " . ويقول تعالى : لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " . ولم يقف القران الكريم عند هذا الحد من الحديث عن الإسلام هو النظام الديني للأمة العربية ، وإنما مضى إلى ما هو ابعد من ذلك فكشف لنا عن جذور التاريخ لهذه الحقيقة ، واكسبها بذلك لوناً من القداسة الدينية



فعل القران الكريم ذلك عندما تحدث عن الإسلام على أنه قد كان ستجابه لدعوة إبراهيم وإسماعيل عليها السلام بخصوص ذريتهم العربية ، ويقول الله تعالى : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ، ربنا واجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، وأرنا منسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم ، ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويزكيهم ، انك أنت العزيز الحكيم " . هذا فيما يخص الهدف من الدعوة ، الهدف الذي يحقق بتعليم الأمة العربية – الأمة الأمية – الكتاب والحكمة ، لإخراجها مما هي فيه من ضلال



أما فيما يخص موقف الرفض للإسلام ، الرفض العربي ، فنحن نكتفي بما ورد في القران الكريم من إصرار العرب على الإبقاء على النظم المتوارثة عن الآباء والأجداد حين كانوا يقولون حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا – أي حسبنا أن نمارس حياتنا على نفس الأسس التي كان آباؤنا يمارسون حياتهم على أساس منها . والقران الكريم طلب من النبي عليه السلام توجيه له أن يقول لهم : أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه إباءكم أو يقول لهم منكراً تقديسهم لتراثهم الثقافي : أولو كان إباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون . وليس يخفى عليكم أيها الأحباب أن القران الكريم في رده عليهم إنما يشير إلى حقيقة اجتماعية تكون الباعثة على التغيير في النظم الاجتماعية ، وهي التي تتمثل تارة في كون النظم القائمة لم توضع على أساس من الحق والعدل وإنما وضعت على أساس من الهوى والغرض الذي يجئ بعيداً عن العقل وعن الهداية ، أو التي تتمثل تارة أخرى في كون النظام القائم قد وضع فيما مضى على أساس من الحق والعدل – لكن الزمن الحالي قد جاء بنظام أخر أصلح منه ، وأهدى إلى الحق والعدل عند ممارسة الحياة – أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه إباءكم



هنا وقفه



وهنا نقف لتجلية هذا الموقف الذي انتهينا إليه من قول بأن الإسلام هو النظام الديني للأمة العربية ، إن هذا الموقف لا يمكن ابدأ أن يحمل معنى عدم عالمية الإسلام ، فالاسم ديانة عالمية – ولكن عالمية لا تتحقق إلا بعد أن تتحقق له عروبته . إن الإسلام كنظام ديني للحياة كان لابد له من خوض تجربة تقوم على مماسه عملياً في مجتمع ما أو في قوم بأعيانهم ، ولقد اقتضت حكمة الله أن يكون المجتمع البشري الذي تجري فيه التجربة هو المجتمع العربي . والتاريخ الإسلامي نفسه يؤكد هذه الحقيقة ولا يخرج بها من الإطار العربي ، فالإسلام كنظام ديني لم يخرج مكانياً عن إطار الجزيرة العربية حتى وفاة الرسول النبي عليه السلام ، وكان الذي يمارسون حياتهم على أساس منه هم عرب شبة الجزيرة . ويوم إن أعلن محمد عليه السلام في الناس قول القران الكريم : " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " إنما كان يقصد العرب ، والعرب ليس غير ، فيهم المقصدون بهذه الآية . وظل الإسلام كنظام يدني محصوراً في المجتمع العربي ، وفي شبة الجزيرة العربية أيام أبي بكر رضي الله عنه ، ولم ينتشر في الأرض ويخرج من نطاق الجزيرة العربية إلا في زمن عمر رضي الله عنه



التجربة الإسلامية عربية أولاً وقبل كل شيء – أي تجربة قومية بالنسبة للأمة العربية التي كانت موجودة زمن النبي عليه السلام ، وزمن أبي بكر رضي الله عنه . والآن لنقف قليلاً مع القران الكريم لنتبين أبعاد هذه التجربة الإسلامية ، ولنرى من آيات القران الكريم كيف كانت هذه الأبعاد عربية ، أولاً وقبل كل شيء



والبعد الأول : والأصيل من أبعاد هذه التجربة الإسلامية أنها اتخذت من اللغة العربية وعاء ثقافياً لها فلغة العرب القومية هي الوعاء الثقافي والفكري للتجربة الإسلامية . والقاعدة العامة في ذلك هي الإشارة القرآنية إلى أن جميع الرسالات السماوية إنما تجئ في اللغة القومية ، وذلك هو المضمون المستفاد من قولة تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ..... " . وذلك يعني فيما هو الواضح لنا جميعاً إن اللغة القومية إنما تكون ليحل الفهم للرسالة المساوية والوعي بمضامينها الدينية والاجتماعية وبكل ما فيها من قيم ثقافية ، ومعايير سلوكية ، والى جانب هذه القاعدة العامة التي تشير فيما تشير إليه ، أن رسالة محمد عليه الصلاة والسلام سوف تكون بلغة قومه الذين بعث فيهم وأرسل إليهم وهم العرب ، وتوجد قاعدة خاصة ينصب فيها النص القرآني على العلاقة بين العروبة والإسلام انصباباً مباشراً . يقول الله تعالى : " ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ، وهذا لسان عربي مبين " . ويقول تعالى : " وانه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين " . ويقول تعالى : " وهذا كتاب مصدق ، لساناً عربياً ، لينذر الذي ظلموا ، وبشرى للمحسنين " . وهذه القاعدة الخاصة يمكن مساندتها بالعديد من الآيات القرآنية التي تنص نصوصاً قطعية الدلالة على عروبة القران الكريم من مثل قوله تعالى : " إنا أنزلناه قرآناَ عربياً لعلكم تعقلون " وقوله تعالى : " إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " . اللغة العربية هي الوعاء الثقافي لرسالة المساء المسجلة في القرآن الكريم المصدر الأول للإسلام ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما تجاوزتها إلى ما هو ابعد من ذلك حين توقف القرآن عن النزول ، فقد كانت اللغة العربية ، ولا تزال ، الوعاء الثقافي للفكر الإسلامي الذي أنتجه المفكرون المسلمون على مر العصور . وهنا بعض الظواهر التي يصح أن نقف عندها لدورها في الكشف عن العلاقة بين العروبة والإسلام



الظاهرة الأولى : إن عروبة ما قبل الإسلام لها دور هام في الوعي بالإسلام في كل بعد من أبعاده تقريباً – كما سوف نشير إلى ذلك فيما يأتي ، وبعد لحظات . غير أنا نقف هنا عند الشعر الجاهلي واللغة الجاهلية من حيث أثرهما في معني المفردات القرآنية



والظاهرة الثانية : إن اللغة العربية كانت ولا تزال الأداة التي يؤدي بها الإنسان المسلم غير العربي النسك ، فالصلاة لا بد وأن تكون باللغة العربية



الظاهرة الثالثة : إن الأزمنة والأمكنة العربية لا تزال هي الأساس الديني في تأدية الفروض الدينية ، فالتوقيت العربي والأشهر العربية هما الأساس الديني لتأدية فريضة الصوم في شهر رمضان ، وتأدية فريضة الحج في الحج ، وهكذا ، الأمكنة العربي هي المعتمدة في الصلاة حيث يتجه السلمون جميعاً نحو الكعبة في مكه ، وهي المعتمدة في الحج حيث يذهب الناس كلهم إلى البلاد العربية : مكة عرفات ، ومنى ، والمزدلفة . وهي المعتمدة في العمرة أيضاً . إن هذه الظواهر الثلاث ، إلى جانب ما قدمناه من إشارة إلى الوعاء الثقافي للإسلام ، إنما يؤكد قوة العلاقة فيما بين العروبة والإسلام ، ويبرز بصفة خاصة دور العروبة في حياة الإسلام وهو دور بارز يؤذن لنا في القول بان العروبة هي الإطار العام ، وان الإسلام له النصيب الأكبر في هذا الإطار – ولكنه ليس النصيب الأوحد من حيث إن العروبة تتسع للإسلام ولغير الإسلام من الأديان السماوية ، ومن القيم الثقافية العربية الناجمة عن اجتهادات الفكر البشري في تقديم الحلول لمشكلات الإنسان في هذه الحياة



أيها السادة : نستطيع أن نأذن لأنفسنا الآن بالانتقال من العام إلى الخاص ، بالانتقال من الوعاء الثقافي إلى ما في داخل هذه الوعاء من مكونات ، وسوف نختار من هذه المكونات عنصراً من عناصر المعتقدات ، وعنصراً من عناصر العبادات ، وعنصر المعاملات أو القضايا الاجتماعية التي يبرز فيها حقوق الناس على الناس ، لنتبين من كل عنصر من هذه العناصر كيف صور القرآن الكريم العلاقة بين العروبة والإسلام ، وكيف كان العنصر البارز في هذه العلاقة هو عنصر العروبة وليس الإسلام – اللهم إلا إذا اعتبرنا الإسلام أهم عنصر من العناصر تطبع العروبة بطابع خاص



الظاهرة الأولى : والعنصر الذي اخترناه من عناصر العقيدة هو أهم عنصر فيها وهو : " الله " الله قديم ، سبحانه ، وهو المبدع للكون بمن فيه ، وما فيه ، ولم يغب أبداً عن ذهن المجتمع العربي فقد كان حاضراً فيه قبل الإسلام وهذا الذي يؤكده القرآن الكريم حين يقول : " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ، ليقولن الله ... " . " ولئن سألتهم من نزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولون الله ... " . " فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ... " . الله حاضر في ذهن الإنسان العربي قبل أن يكون الإسلام – ولكنه لم يكن وحده في الحضور فإنما كان جانبه أله أخرى ، ومن هنا كان الشرك الذي يعني تعدد الإلهة بوجود شركاء لله . الإلهة التي كانت موجودة إلى جانب الله هي اللات والعزى ومناة وغيرها – وهي آله عربية ، وكان لكل آله من الآلهة الباطلة صنمه المقام له حول الكعبة – وقد كانت معروفة عندهم بأنها بيت الله . إن ما فعله الإسلام أيها السادة هي نظرته إلى الله على أنه المعبود بحق ، وإن غيره من الآلهة إنما يعبد بالباطل . وإن الإخلاص في العبادة ليس يصح إلا لله وحده، وأنه من هنا كان اعتراضهم الذي سجله القرآن الكريم عليهم وقولهم : " أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " . والملة الآخرة التي يشيرون إليها هي المسيحية التي تقول بان الله ثالث ثلاثة ، والقران الكريم يشير إلى هذا حين يقول : " ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ، وقالوا أآلهتنا خير أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلا ... " . المستهدف من الدعوة الإسلامية إن يعبد الله وحده وأن يرفض ما عداه من الآلهة العربية التي اخترعها هؤلاء الناس لأنفسهم – إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ... " . وكانت عبادة الله قديماً في الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام ، ولا تزال عبادة الله تقوم في بيت الله الذي يتوجه الناس إليه في الصلاة ويحجون إليه كل عام في أرض العرب




( الله ) : مرتبط بالعروبة في الإسلام ، وفيما قبل الإسلام ، ومرتبط مع غيره من الآلهة في عروبة ما قبل الإسلام . وارتباط الله بالعروبة في الإسلام لا يعني الارتباط بالدين الإسلامي ، وإنما يعني الارتباط بالإسلام من حيث هو نظام ديني للأمة العربية ، نظام يسمح بحضور الله في العروبة على أساس من الأديان السماوية لغير المسلمين من العرب – أي أهل الكتاب . وهنا لان ندخل في عروبة أهل الكتاب اليهودية والنصرانية أو غيرهم من المشركين حتى لا نطيل الكلام



الظاهرة الثانية : ولن نتناول الصلاة وتلاوة القرآن التي هي بالعربية لأنها أمر بديهي لا جدال ولا حوار فيه .. وموقفنا هنا سوف يكون مع العبادة الدينية المعروفة باسم الحج ، والحج معناه اللغوي ( الزيارة ) والحج كان ولا يزال ، من حيث زمان الحج ، ومن حيث مكانه ، مرتبط ارتباطاً قوياً بالعروبة ، من حيث أنه لا يسمى حجاً إن جاء خارج الإطار العربي في الزمان وفي المكان . والحج بنص القرآن الكريم واجب ديني عربي منذ إبراهيم عليه السلام ، وجاءت هذه الفريضة الدينية استجابة لدعوة دعاها إبراهيم عليه السلام . ويقول الله تعالى : " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً ، وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً، وعلى كل ضامر ، يأتين من كل فج عميق .. الخ الآيات من سورة الحج . ويقول : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً " . ويقول تعالى : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود " ، ويقول تعالى : " رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات – من آمن منهم بالله واليوم الآخر ... " . ويقول تعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما .. " . ويقول المفسرون للقران الكريم أن سبب نزول هذه الآية هو امتناع بعض الصحابة عن السعي بين الصفا والمروة من حيث انه كان سعياً قبل الإسلام بين إساف ونائلة ، فرفع القران الكريم عنهم هذا الحرج من حيث انه سعي بين الصفا والمروة. إن كل مناسك الحج من طواف الكعبة ومن سعي بين الصفا والمروة ، ومن وقوف بعرفة ... الخ



إنما كان معروفاً ومعمولاً به عند العرب من قبل رسالة محمد عليه الصلاة والسلام . إن كل ما جاء به القران الكريم إنما هو إخلاص هذه الفريضة الدينية لله وحده والقضاء على كل ما يقوم به الحجاج العرب من تلبية لغير الله وإزالة الآلهة الأخرى ، والإبقاء فقط على الكعبة بيت الله



الفريضة الدينية : الحج مرتبطة ارتباطً قوياً بالعرب ، لا من حيث زمان تأديتها ولا من حيث مكان تأديتها فقط ، وإنما من حيث هي مناسك وشعائر عربية أيضا . وإذا ما انتقلنا أيها السادة إلى ما هو غير المعتقدات والعبادات ، فان المسالة سوف تكون ابرز واقوي وأوضح ،، وأجلا



الظاهرة الثالثة : إن ارتباط الإسلام بالعروبة قوي جداً وأوضح ورد في القرآن الكريم ، ووردت في القران الكريم إجابة عنه إنما هو قضية من قضايا العروبة ، ومشكلة من مشاكل حياتها . ولنقرأ سوياً هذه الأسئلة وهذه الأجوبة . يقول الله تعالى : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ، قل ، قتال فيه كبير ، وصد عن سبيل الله وكفر به ، والمسجد الحرام وإخراج أهلة منه أكبر عند الله ، والفتنه أكبر من القتل ، ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ، ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ... الخ " . ويقول سبحانه : يسألونك عن الخمر والميسر ، قل ، فيهما إثم كبير ومنافع للناس ... الخ " . ويقول : " يسألونك عن المحيض ، قبل ، هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ... الخ " . ويقول : " يسألونك ماذا أُحل لهم ، قل ، أُحل لكم الطيبات ... الخ " . ويقول : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها ، قل ، إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ..... " . يقول جل وعلا : يسألونك عن الأنفال ، قل ، الأنفال لله والرسول ... الخ



فالأسئلة الواردة في القران هي الأسئلة التي تنبت في الحياة العربية مصورة مشكلاتها ، والإجابة عن هذه الأسئلة هي الإجابة القرآنية أو الإسلامية هي المشكلات – أي إن القران الكريم إنما ينظم الحياة العربية ، ويقدم الحلول لمشكلاتها القائمة . وإذا تركنا الأسئلة والإجابة عنها إلى ما كان يدور من جدل أو حوار بين النبي عليه السلام وغيره ، نجده جدلاً وحوراً يدور حول مشكلات الساعة في الحياة العربية ، ومشكلات النبوة والرسالة القران الكريم ومشكلات الحياة اليومية للإنسان العربي . ويقول : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ، والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ، إن أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم ، وإنهم ليقولن منكراً من القول وزورا " . ويقول : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ، يجادلون في الحق بعد ما تبين ... " . فالجدال لا ذي تصوره هذه الآيات وكثير غيرها إنما يدور حول ما كان يزخر به المجتمع العربي من مشكلات ذهنية حول قيم ثقافية وسلوكية لم تكن قد استقرت بعد ، وأخذت الحياة العربية تمارس على أساس منها



ولم يقف أمر القران الكريم عند هذه الحدود من التفاعل بين التراث العربي والنظام الديني الجديد الإسلام ، وإنما أجتازه إلى البيئة العربية المعنوية ، والبيئة المادية ، فوقف عندها وصورها لينفذ من هذه الصور القديمة إلى وضع البديل الجديد ، البديل الذي يرقى بمستوى الحياة في المجتمع العربي المعاصر لنزول القران الكريم أولاً وقبل كل شيء . ويقول الله تعالى : " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ، والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ، وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم – كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون "



ويطول بنا المقام أيها الاخوة الأفاضل إن نحن مضينا في تتبع الآيات القرآنية التي تقف عند البيئة الطبيعية وعند البيئة المعنوية من حياة المجتمع العربي في شبة الجزيرة العربية



الحقيقة الأولى : إن القران الكريم قد صور لنا ألواناً من الصراع الفكري ممثلة في الجدل والحوار وألواناً من الصراع الجسدي ممثلة في الحروب والغزوات وإن هذا كله لم يكن إلا صراعاً عربياً بين المسلمين وغيرهم أي بين الداعين إلى الجديد والملتزمين بكل ما يجئ به الجديد من بديل ، والثابتين على القديم المتمسكين بكل ما فيه من تراث وقيم . وليس يخفى إن مثل هذا الصراع صوره القران الكريم ، هو الذي يحدث في كل امة تقع فيها تغيرات جذرية تتناول الآراء والمعتقدات ، والتقاليد والعادات ، والقيم والأخلاق والمعايير بها من مستوى حضاري إلى أخر ارقي منه واقدر على تحقيق السعادة والخير لهذه الأمة



وعلى هذا نستطيع إن ندرك في سهولة إن الإسلام هو ذلك النظام الجديد الذي استهدفت الحكمة الآلهية من تعليم الأمة العربية الكتاب والحكمة لإخراجها من الظلمات إلى النور ، وهدايتها إلى الحق والى الطريق المستقيم . أنها الأمة ، وإنه النظام الذي تمارس به هذه الأمة حياتها لتنتقل من طور حضاري سابق إلى طور حضاري لاحق فيه الخير كل الخير . وهذا يعني بصريح العبارة إن العروبة هي الأصل ، وأن الإسلام هو الفرع



الحقيقة الثانية : إن القران الكريم يدل دلالة قطعية في أخر ما انزل منه من آيات على إن الإسلام كان حتى هذه المرحلة التي نتحدث عنها ديانة قومية – أي نظاماً دينياً للأمة العربية التي كانت لا تزال محصورة في شبة الجزيرة العربية . يقول الله تعالى في هذه الآية التي نزلت في حجة الوداع : " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ... " . فالمخاطبون هنا هم العرب ، فهم الذين أكمل الله لهم دينهم ، وأتم عليهم نعمته ، ورضي لهم الإسلام ديناً . والتاريخ الإسلامي يؤكد هذه الحقيقة فالإسلام حتى هذا التاريخ ، وبعد هذا التاريخ بقليل ، لم يكن قد خرج من الإطار القومي إلى الإطار العالمي ، إنه لم يخرج إلى الإطار العالمي إلا بعد أن بدأت حركة الفتح التي انتشرت معها العروبة وانتشر الإسلام – الأمر الذي لم يتحقق إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أما في زمن النبي عليه السلام ، وزمن الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فقد كان الإسلام لا يزال في إطاره القومي



لقد اكتملت التجربة الإسلامية في الواقع العربي ، واقع الجزيرة ليس غيره ، وهذا يؤكد بكل ما تتسع له هذه الكلمة من معنى ، وإن هذا إنما يعني بصريح العبارة إن العروبة هي الأصل وأن النظام هو الفرع ما دمنا نستهدف من النظرية أو من النظام الديني التطبيق – أي إن تصبح دستور الحياة لقوم بأعيانهم – قبل إن يخرج إلى غيرهم



الحقيقة الثالثة : إن ما يشير إليه الفقهاء والمفكرون المسلمون من قضايا في أصول الفقه تدور حول النسخ والتدرج في التشريع ، إنما يدل على دلالة قاطعة على الدور الذي لعبته العروبة في بناء التشريع الإسلامي ، فقد كانت أسباب النسخ ، وعوامل التدرج في التشريع من الظواهر الاجتماعية : العقلية والنفسية ، لأبناء الأمة العربية المعاصرين لنزول القران الكريم . والذين يقرءون ما كتبه المفسرون عن أسباب نزول الآيات القرآنية يدركون هذه الحقيقة ، فقد كانت أسباب النزول تدور حول وقائع وأحداث من حياة الأمة العربية يومذلك ، وهذا يؤدي بنا إلى الإقرار بأن العروبة قد كانت هي الأصل ، وأن الإسلام ليس إلا النظام الديني الذي تمارس به هذه الأمة حياتها اليومية وحياتها العامة



وتكفينا هذه الحقائق من الحديث عن مرحلة قومية الإسلام وإنها قومية عربية ، وننتقل في الموضوع التالي إنشاء الله عن مراحل العلاقة بين العروبة والإسلام التي ينشد فيها الإسلام عملياً تحقيق عالميته . وهذه المرحلة تبدأ فيما هو المعروف والمتداول بالفتح وهذا في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه . إلى الجزء الثاني إن شاء الله


فارس عبدالفتاح .. قومي عربي

10‏/02‏/2009

ردي علي ردك

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيك علي ردك المسترسل، إلا أنني لدي بعض الملاحظات:
في كل نقطة أوردتها بإسهاب لم تستطع إقناع عقلي. في الإسلام ليس هناك وطنية أو قطرية هناك إنتماء إلي دين و عقيدة الإسلام دين الله.
خلفكم ستة أو سبعة آلاف سنة من التاريخ، العراق خلفه أكثر من تسعة آلاف سنة و نحن في الجزائر خلفنا خمسة و ستة آلاف سنة من التاريخ لكن نحن اليوم لا ننظر إلي تاريخ الجزائر إلي ما قبل الإسلام، يهمنا فقط تاريخنا ما بعد الإسلام.
تقوقع الشعب المصري عيب و جريمة في حق الإسلام و المسلمين و لا أعتبره مزية.
إعترفت بأنكم متأخرين، أنتم لستم فقط متأخرون أنتم بسكوتكم عن خيانة السادات و جماعته و مبارك و جماعته قضيتم علي فرصة إنبعاث العالم العربي ليوازي إنبعاث إيران و تركيا في المنطقة.
القوة الناعمة التي تتكلم عنها منذ السادات تحولت إلي قوة باطشة كافرة بالله و بقضيتنا المقدسة فلسطين.
و القومية العربية ماتت و لا خير فيها و قد قضي عليها رسول الله صلي الله عليه و سلم و الإسلام و ليس بإستطاعتكم أن تحيوا من مات.
كلفنا تأخر الشعب المصري في تحمل مسؤولياته الشرعية و الحضارية كثيرا و أي حجة منكم و عذر و اي تبرير يبرر ضعف شعبكم و تقصيره لن يقنعنا.
تراجع دور مصر طبيعي لأنها إختارت الوقوف في صف الأعداء أتحدث عن مصر الرسمية طبعا.
تراجع دور النخب المصرية المخلصة لسبب بسيط : نفوذ هذه النخبة علي مدي ثلاثون سنة من الخيانة الرسمية و التطبيع لم يكن بالقوة المطلوبة و الدليل أن لا شيء تغير في أفق الشعب المصري.
يكره الله عز و جل الغرور و أنتم مغرورون و هذا عيبكم فتواضعوا من فضلكم، رسول الله صلي الله عليه و سلم كان متواضعا فرفعه الله و من تكبر علي الله فأنتم تعرفون ما هو عقابه عند الله.
الشعب المصري مسؤول عن دولته كما تكونوا يولي عليكم، و هذا الشعب لم يثور علي نظامه الفاسد، شعوب عربية كثيرة ثارت علي أنظمتها إلا الشعب المصري ، ماذا ينتظر هذا الشعب ؟ فهو يتحمل جزء من مسؤولية ما آل إليه الوضع في فلسطين و غير فلسطين.
كفوا من تبرأة أنفسكم من مسؤولية التغيير، فأنتم مطالبين بالذهاب إلي التغيير و الإصلاح الفعلي.
إن كنت قوميا عربيا فأنا أختلف عنك جذريا فأنا إسلامية من أصول تركية أمازيغية.
و صدقني و هذه صراحة مني شخصيا لا أكن محبة لدولة مصر و لا لشعبها، فمن أحترم هو الشعب اللبناني و الفلسطيني، أحبهم في الله و أجلهم في الله و أما الشعب المصري فأدعو له بالهداية و بأن يخلص نفسه من نظامه الطاغوتي و لا يغير الله ما بقوم حتي يغيروا ما بأنفسهم و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


بقلم عفاف عنيبة

توضيح لرؤية









اسمحيلي بكل تقدير وبكل مودة سيدتي الماجدة أن أحاول أن اشرح لكي الأمور الملتبسة عليك في الموقف المصري الصادرة من الشعب المصري وتصرفات النظام الحاكم


أولاً الشعب المصري : أختي الماجدة الشعب المصري لا يعاني من أي عقدة سواء بالتفوق أو غيرها ، بل العكس ، الشعب المصري مقتنع تمام الاقتناع أنه تأخر كثيرا ً ، كثيراً جداً ، عن الركب الحضاري العالمي واتفق معك في الشيفونية المصرية ، نعم اتفق معك بأنه يوجد شيفونية في الشخصية المصرية ولكن بقدر غير مرضي ، وأقول لكي سيدتي الماجدة لا يوجد نرجسية إطلاقاً في الشخصية المصرية وهذه الأمور ليست وليدة اليوم أو من مائة سنة أو حتى ألف سنة إنه تاريخ شعب يصل عمر دولته ومجتمعه أكثر من ستة ألف سنة أو يزيد ، أفراد هذا المجتمع يرتبطون عقلياً ووجدانيا إلى بيئة معينة والى مساحة جغرافية محددة توالت عليه عصور تعرض خلالها لمحن كثيرة وكبيرة احتل أكثر من تسعة أنواع من الاحتلالت من إغريق وفينيقيين وبطالمة ويونان ورومان وفرس وهكسوس وفتح إسلامي واحتلال فرنسي وانجليزي – وغير دينه ثلاث مرات – ومن يتعمق في تاريخ مصر ويقرأ قراءة واعية ومستنيرة عن هذا التاريخ المصري يتضح له أن هذا الشعب لم يتأثر ثقافيا بأي من هذه الاحتلالات هذه باستثناء العروبة والإسلام لأسباب عقدية ، بل على العكس تمام المحتل هو الذي يتأثر بالثقافة المصرية لأن المواطن المصري يعتقد بأنه صاحب تاريخ وصاحب حضارة وصاحب رؤية وله موروث ثقافي لا يستطيع أحد في العالم أجمع أن ينكر على المصريين هذا ، ولا يستطيع باحث أو حتى قارئ واع ٍ أن يستطيع أن يتخطى دور الحضارة المصرية والدولة المصرية في المحيط الإقليمي أو العالم بأثرة


وهذا التأثر سببه ما نسيمه ( القوة الناعمة ) بمعنى ليس قوة تفرض بالسلاح أو بالحرب أو وإنما هيبة معينة بنفوذ أخلاقي وفكري وكملاذ حقيقي وآمن لكل العرب والمسلمين وغيرهم على مر التاريخ أيضاً


مع ذلك ( المجتمع المصري – الشعب المصري ) يستطيع بكل جدارة وبكل براعة واقتدار أن يتفهم أي شخصية من أي مجتمع وله قدره حقيقية على تقبل الآخر ، وكم من بشر من أعراق كثيرة – دينية واثنيه – على مر التاريخ عاشوا واندمجوا وأبدعوا داخل المجتمع المصري لأن الشخصية المصرية لا ترفض الآخر وليس لديه عنصرية وليست لديها مشكلة في العيش أو التعايش مع الأخر سواء داخل المجتمع المصري أو خارج المجتمع المصري وهذه أيضا من ضمن مميزات الشخصية المصرية فهي تتمتع بعقلية مستنير ومتفتحة ومع ذلك لدية وطنية ولدية انتماءه وهذا أمر لا يعيقه في تقبل الأخر أو التعامل معه ، والشعب المصري ستطيع أن يتخطى أي شيء في التاريخ – ولا ينساه – وليست لدية فوبيا رفض الآخر


ثانيا : أما عن الموقف المصري من تصريحات حسن نصر الله أو أياً كان ، تجاه الشعب المصر فإنه لم يفهم بالضبط ما الذي يمكن أن يقال في مواجهة مصر . يوجد مشكلة في مصر وبتنساها المنطقة مرات ، هنا توجد وطنية عمرها سبعة آلاف سنة أو ستة آلاف سنة وأن دفاعها عن نفسها أمام كل ظروف التاريخ يجعل الوطنية لديها والتماسك الوطني له معنى ، له معنى ، وله معنى ممكن جدا الآخرين أو حتى بعض المحبين لا يفهموه ولا يقدروه ، أنا شاهدت تصريحات السيد حسن نصر الله وأعتقد وأقولها بأمانة ، أعتقد أنه هو – بدا فيها – أن هذه القضية الوطنية في مصر أو المشكلة الوطنية هذا الجدار الأصم الذي يتجمع المصريين بداخله – ويواجهون - عند لحظة معينة ... وهو مفيد على فكرة .. ساعات يخلق مشاكل لكن أنا أجده باستمرار هذا التقوقع حصن أمان عند شعب تعرض لتاريخ طويل جداً


وهو يوجه خطابه إلى القوات المسلحة المصرية والى الشعب المصري وهو لم يدع لانقلاب بالعكس هو كان متحذرا في كلامه يقول أنا لا سمح الله لا أدعو لانقلاب . لكن بعض الجنرالات يذهبوا لمبارك ويقولوا له إن هذا الوضع لا يمكن تقبله ، هذا في حد ذات يبقى انقلاب يبقى نوعا من التمرد ، لان القوات المسلحة أداة سياسية ، لكنه يدعو إلى تغيير الموقف المصري إلى شيء من النوع الذي قاله لأنه يأمل في شيء آخر لأنه يتصور شيئاً آخر، لكن أخطأ، وأنا أعتبر هذا جزء من الصلة معه جزء من قوتي الناعمة وأحافظ عليه وأرده إلى الصواب وأقنعه ، لكن أخطأ نعم، لكن أخطأ كصديق


السادات في كامب ديفد أو في الصلح كان يخير المصريين بين عروبتهم ومصريتهم، السيد حسن كان يخيرهم بين مصريتهم أو وطنيتهم وبين العروبة وهذه معادله خاسرة ، على فكرة أننا كلنا تحت ضغوط شديدة جدا، دائما يقولوا إنه في موقف الأزمات من هذا النوع تمضي إلى خارج مما قصدت، وأن هذا الخطاب كان في أيام عاشوراء وفي أيام عاشوراء النبرة الاستشهادية موجودة أكثر والنبرة الجهادية موجودة . لا أريد أن أدافع عنه في شيء حسن نصر الله رجل شريف ونحن كمصريين نحترمه لكن عندما يخطئ نقول له أخطأت، لأنه لا أحد يزايد على مصر والشعب المصري وهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً


الثالثة : وهو النظام المصري الرسمي ونحن نتفق معك في كل ما تقولين ، ونحن نعرف أننا كعرب وكمسلمين أمام تحديات المصير لابد من وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الفكر ووحدة العمل


لكن هذا لا يعطي أي إنسان أو يعطي مجتمع أو أي دولة سواء كانت عربية أو إسلامية أو غربية أو شرقية أن تملي علينا ما نفعله وهذا أيضاً ينطبق عليكم كجزائريين وعلى كل دول العالم ليس من حق أحد أن يوجه دولة وشعب ومجتمع وأمة ويقول لها افعلوا هذا ولا تفعلوا هذا . هذا أمر لا يليق ومرفوض وشيء مستنكر ومستهجن ومزعج


رابعاً : تقولين أن الشعب المصري مخل بالكثير من واجباته ، وهنا أريدك أن تفرقي بين شيئين الأول : الشعب المصر ، والثاني : النظام الحاكم ، فأظنك وأنا واثق أنه جانبك الصواب في هذا الأمر فالشعب المصري لم ولن وإلى أن يرث الله الأرض من عليها لم ، ولن يتقاعس ولو لطرفة عين عن أداء واجبه تجاه الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية جمعاء قدر المستطاع


أما إذا كان النظام المصري فلا خلاف على ذلك ولكن لم تقولي النظام المصري قلتي الشعب المصري فالنظام المصري الحالي لا يعبر أو حاول أن ينظر إلى تطلعات الشعب المصري وآماله وهذا على ما أظن أنكم تعرفونه وأظن أيضاً أن جميع الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج لا تعبر عن عقل ووجدان وآمال شعوبها بما فيها الشعب الجزائري نفسه أن لم أكن على خطأ


واشكر لكي شيء .. والشيء بالشيء يذكر ، تقولين لنا نحن المصريين أننا وإياكم يحكمنا رئيس واحد أخذنا جميعا رهائن إرادته الغاشمة


وتقولين : ثم إننا لم نعد نتفهم الشعب المصري فلا بد لهذا الشعب أن يفهم بأنه يتوجب عليه أن يخلصنا من نظامه المستبد الصهيوني، قدرة الصبر معنا نفد و عليكم أنتم يا أيها المصريون أن تتفهموا لماذا لم نعد نفهمكم أو نتفهمكم و للصبر حدود . هذه هي الصراحة الصحية


وهذا أيضا اعتبره عتاب من محب أو صديق أو أخ ونحن كمصريين نقبل ذلك ونقدره


أما بخصوص النظرة القومية أو النظرة الإسلامية للقضية الفلسطينية وآمال الشعوب العربية تجاه تحقيق وحدة وعربية واتحاد قومي أو خلافة راشد للأمة الإسلامية ككل فهذا أمر يطول شرحه وسوف افرد له موضوع آخر إن شاء الله سبحانه


وأرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في شرح وجهة نظر الشعب المصري في هذه الأزمة المستمرة دائماً وأبداً ووضحت تبرئ الشعب المصري مما يفعل النظام المصري الرسمي المختل فكرياً ، وإن قد كنت أخطا فأرجو المعذرة فأعود وأصحح ما كنت قد اخطأ فيه


تقبلي كل التقدير والاحترام لكي ولكل الشعب الجزائري والشعوب المغاربية العربية ككل

09‏/02‏/2009

لنكون صرحاء

بسم الله الرحمن الرحيم

رد أحد أعضاء التحرير علي نصي الأخير دفعني إلي كتابة هذه الأسطر له و لإخواننا المصريين.
ألا تعانون من عقدة التفوق و آفة النرجسية ؟
صاحب رسول الله محمد صلي الله عليه و سلم ألم يكن فارسي ؟ ألم يقترح له في غزوة الأحزاب فكرة حفر خندق حول المدينة المنورة ؟ هل رد عليه رسول الله بأنك فارسي و لا آخذ منك شيء لأنني عربي. ألم يقر القرآن الكريم بأن لا فرق بين عربي و أعجمي إلا بالتقوي ؟ لماذا تعانون من نزعة أنكم أفضل الناس و أنكم وحدكم المخولين لتقرير مصير بلدكم ؟ ألا تعيشون عصر العولمة ؟ عصر التداخل و تشابك المصالح ؟ ألا تعيشون في ديار الإسلام و الذي يعني بلدكم يعنينا جميعا و أنه يحق للسيد نصر الله و لغيره أن يتوجهوا لكم بالنصيحة ؟ هل كفرنا حينما نسمح لأنفسنا بأن ننصح الإخوة المصريين الذين تأخروا كثيرا في تغيير نظام حكمهم ؟ أتركوا جانبا الشوفينية هذه الظاهرة الغربية عن الإسلام، فأنتم بشر تخطئون و تصيبون و عدم تحرككم كلفنا غاليا في فلسطين غزة و في غير فلسطين. فأنا حينما أتوجه لكم بهذه الطريقة الصريحة فهذا حرصا مني علي وحدة الصف الإسلامي من جاكرطا إلي دار البيضاء و ليس تزلفا و تقربا للشعب المصري الذي هو مخل بالكثير من واجباته. فالكمال لله و الشعب المصري لا نستطيع وصفه بالكامل ، نفس شيء ينطبق علي الشعب الجزائري و سائر الشعوب المسلمة إلا أنه يتعين علي شعبكم المصري أن يتحرك سريعا لأن نظام الحكم فيه أخذنا جميعا رهائن إرادته الغاشمة. ثم إننا لم نعد نتفهم الشعب المصري فلا بد لهذا الشعب أن يفهم بأنه يتوجب عليه أن يخلصنا من نظامه المستبد الصهيوني، قدرة الصبر معنا نفذت و عليكم أنتم يا أيها المصريون أن تتفهموا لماذا لم نعد نفهمكم أو نتفهمكم و للصبر حدود. هذه هي الصراحة الصحية.

بقلم عفاف عنيبة

25‏/01‏/2009

ما أنتم فاعلون ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
نحن في الجزائر بدأنا نفكر جديا في مقاطعة إقتصاديا مصر و المطالبة بقطع العلاقات مع النظام المصري الخائن
فقد تثبتنا بأن هذا النظام تآمر علي أهلنا في غزة و إرتكب جرائم ضد الإنسانية في غزة و تآمر و يتآمر علي قضية تحرير فلسطين كل فلسطين.
أجبني يا سيد رئيس تحرير مناضلون بصدق الإنسان المؤمن لماذا لم يلبي الشعب المصري نداء السيد نصر الله و الزحف إلي معبر رفح و كسره بالقوة و لما مسؤوليكم العسكريين لم يغيثوا الشعب الفلسطيني في غزة أم أن قادة جيشكم المصري هم صهاينة علي شاكلة سيدكم أبو الغيط ؟
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
السيدة عفاف عنيبة

12‏/12‏/2008

السلاح الإسلامي السري

بسم الله الرحمن الرحيم

ما سأرويه لكم فيه خيط من الحقيقة التاريخية و فيه نسبة من الخيال.
في محكمة نوربرغ بين نوفمبر 1945 وأكتوبر 1946 حوكم بالإعدام علي أحد القادة العسكريين النازيين، فخاطب القاضي و هو يمثل جنسية إحدي دول الحلفاء السجين النازي:- هل أنت نادم علي ما فعلته ؟
- لست نادما.
- أنت ستموت بعد غد، هل أنت واع بذلك ؟
- نعم، الموت إنتقال من حياة إلي حياة أخري سيدي القاضي، لهذا لا أخاف الموت.
فطلب القاضي بإقتياده إلي السجن، يوم الإعدام جاء للسجين النازي أحد مدراء السجن و قال له :- هل تريد أن تقابل قسيسا ؟
- لا، أنا أؤمن بالرب و لكنني لا أؤمن بالكنسية.
- طيب هل لديك رغبة أخيرة تريد أن نحققها لك قبل الموت ؟
- نعم آتوا لي برجل مسلما، أحاوره رأسا برأس عشرة دقائق فقط.
إستغرب مدير السجن الطلب إلا أنه حقق له إرادته الأخيرة و أتوا له بمترجم كازخستاني مسلما خدم الحلفاء عندما دخلوا عاصمة الرايش الثالث برلين.
وقف المسلم منتظرا، لم يكن يفهم ما الداعي من وجوده في زنزانة القائد العسكري النازي غير أنه صمت و بقي يترقب الرجل السجين الذي كان سيعدم بعد دقائق.
نهض السجين، و حيا التحية النازية الرجل المسلم الذي لم يتمالك نفسه و رد التحية بنفسها كونه عاش طويلا في ألمانيا و عرف عن كثب النازيين و كان يكن لهم إحتراما كبيرا.
- إنني سأنقل لك وصية الزعيم هتلر، إعلم يا مسلم أن اليهود و الحلفاء سيغزون فلسيطن و سيحتلونها بالكامل و ستعيشون الضياع لسنين.
فغر فاه الرجل المسلم و واصل السجين النازي بنبرة صارمة :- يقول لكم الزعيم هتلر أنه لديكم سلاح رهيب واحد تستطيعون به هزم أعداءكم اليهود و الحلفاء.
لم يتمالك نفسه الرجل المسلم و أندفع قائلا :- ما هو ؟
- أن تؤمنوا حقا بشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله. إنصرف الآن فقد بلغتك بالوصية.
خرج الرجل المسلم و مضي القائد العسكري النازي إلي ساحة مغلقة و رفض أن تعصب عيناه، و أستقبل رصاصات الإعدام بوقفة شامخة.
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

15‏/09‏/2008

نداء لضمير الأمة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة و السلام علي أشرف المرسلين

كلنا معنيون بحصار غزة. صغارا و كبارا و كلنا سنسئل يوم القيامة لم لم ننصر إخواننا و لم نكسر بالقوة الحصار المضروب علي غزة ؟
هناك أصوات تتعذر بحجة أن الشعوب مغلوبة علي أمرها و أن لا حول لها و لا قوة، لهؤلاء أقول أن الشعوب المسلمة قوية بعدالة قضية فلسيطن و قوية بحقها الذي منحه إياها الإسلام و أن عذركم أقبح من ذنوبكم إن لم أقل كبيرة الكبائر بتخليكم عن أهل غزة و تجويعهم و قتلهم ببطيء.

أقول لهؤلاء لماذا الشعب الصربي الكافر بالله المشرك بالله أطاح بنظام المجرم الطاغية ميلوسفيتش بالعصيان المدني و بالإعتصام في الساحات و الشوراع لأيام متوالية و هذا لأن الطاغية تجرأ علي تزوير الإنتخابات ؟ لماذا هؤلاء الكفرة المشركين يتجشمون عناء مواجهة آلة الإستبداد و السجون و التعذيب و نحن نخاف في رفح من كسر بالقوة حصار ظالم بشع لا إنساني علي مليون و نصف مليون مسلم و مسلمة في غزة ؟

لنفترض أن نخرج في مليون أو مليونان لنتوجه الي العريش و بعدها نحو معبر رفح فلا نخاف قوات أمنية و لا أي جهة لنزحف مجاهدين في سبيل الله و نكسر ذلك الحصار ماذا خسرنا ؟
لم لا نحاول أم أن ضمائرنا ماتت و لم يعد يهمنا إغاثة إخواننا في العقيدة المحاصرين أبشع حصار عرفته الإنسانية قاطبة؟

يا شعوب الأمة الإسلامية إن لم تتحركوا فعليا من وراء حدود رفح لتنصروا إخوانكم و ترفعوا عنهم ظلم الحصار و التجويع، لا يجوز لكم بعد اليوم أن تشهدوا بلا إله إلا الله محمد رسول الله و إن شهدتم بذلك فشهادتكم هذه باطلة لأن خالقنا العلي القدير يريد مؤمنين أقوياء بإيمانهم و أما ذلك الإيمان الذي لا يذهب أبعد من حركة اللسان فهو نفاق و نحن نعلم جميعا أين سيكون مكان المنافقين يوم القيامة فهم في الدرك الأسفل من جحيم سقر.

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

11‏/08‏/2008

العرب إيران و القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم


لم أري علاقة في التاريخ متوترة بين شعبين مسلمين مثل التوتر القائم بين إيران و العالم العربي بإستثناء العلاقة المميزة بين إيران و سوريا و بين إيران و الجزائر.

إحدي مشكلات الأنظمة العربية أنها تستعين بالغرباء الصلبيين و الصهاينة الحاقدين لمواجهة جار كبير مسلم و لنضع جانبا مسألة الإختلاف المذهبي فهو ليس موضوعنا.

معظم الدول العربية تري في إيران العدو الظاهر و الأبدي للعالم العربي و ترحب بتحالفها مع إسرائيل لمواجهة المد القومي الفارسي.

أولا فارس أسلمت و إن كانت لديها قومية فارسية عنصرية فلماذا لا نتحدث عن القومية العربية العرجاء التي قادت الي إحتلال فلسطين و بيعها في المزاد العلني و التنازل عن أقدس أرض بعد أرض مكة و المدينة المنورة في الإسلام؟

لماذا نحاسب غيرنا قبل أن نحاسب أنفسنا و كيف نسمح لأنفسنا أن نحرض نظاما عراقيا علي جاره الإيراني و نستنزف بلدين و شعبين مسلمين لثمانية سنوات بدعوي أن النظام الإيراني بعد الثورة الإسلامية غير عادل ثم نتآمر علي النظام العراقي و ندفع بشعب و دولة عراقية في فم الغول الأمريكي ثم نحضر إعدام الرئيس صدام في عيد الأضحي و لا يرف لنا جفن؟ تجريم تورط إيران في العراق واجب و لكن في المقابل علينا أن لا ننسي أننا نحن من حرضنا الإدارة الأمريكية علي الدولة و الشعب العراقيين و فتحنا أراضينا للغزو الأمريكي الصليبي الصهيوني عليهما؟

ثم نجرم حركة حماس و حزب الله لأنهم لجأوا الي إيران لتزودهم بالمال و الأسلحة و الدعم السياسي في مواجهتهم للعدو الصهيوني ؟ هل زودت الأنظمة العربية الجهاد الإسلامي و حماس و حركة حزب الله و سائر الفصائل الفلسطينية العلمانية و الإسلامية منها بالسلاح و المال ليردوا كيد الكائدين في فلسطين و غير فلسطين؟

بالله عليكم كيف نعامل إيران علي أنها عدو و نعتبر برنامجها النووي السلمي تهديدا لنا و نستقبل بالأحضان المجرم نتنياهو الذي يمثل كيان غاصب يخبأ في صحراء النقب أكثر من 200 رأس نووي ؟

كيف نسمح لأن يتحول الخليج الإسلامي الي بحيرة أمريكية مغلقة و لا نعمل علي تأمين أمن المنطقة بالتعاون و التنسيق بين الدول المطلة علي هذا الخليج الإسلامي ؟

ثم لماذا هذه العصبية العرقية هم فرس و نحن عرب، فهل أنا التركية الأمازيغية أعتبر عدوة العرب و المسلمين بإعتبار أنني لست من أصول عربية ؟ نعم هناك في إيران قوميون فرس متعصبون لقوميتهم و أمجادهم علي غير ديانة الإسلام ، نقر بهذا و لا ننكره لكن هل هذا مبرر كاف لأن نعتبر كل الإيرانيين عنصريين فرس؟

بالله عليكم لماذا نحن في الجزائر حينما نختلف مع إيران نقول لها ذلك بمليء الفم و نقطع علاقتنا معها الديبلوماسية حينما تسمح لنفسها بأن تتدخل في شؤوننا الداخلية و تظلم رئيسا جزائريا كان خير رؤساءنا ثم نعود و نعيد العلاقات مع إيران بعد إعتذار هذه الأخيرة و إلحاحها في عودة العلاقات معها فنطوي الصفحة و نبدأ مع إيران صفحة جديدة و نحن حريصون كل الحرص علي أن تظل إيران حليفتنا،فهي علي الأقل تقاوم التمدد الصهيوني و الصليبي في عالمنا العربي الإسلامي و إن كنت أندد بموافقتها للعدوان الأمريكي و إحتلاله لأفغانستان و مصالحنا معها أهم من مصالحنا مع الغرب الصهيوني الصليبي ؟ نحن لا نحكم عواطفنا في علاقتنا مع بعضنا البعض نحن نحكم العقل و الدين و مصالح الأمة الإسلامية و مصلحة فلسطين و تحريرها كاملة بالدرجة الأولي.

متي سيدرك العرب شعوبا أنظمة و نخبا فكرية و دينية أننا في معركة وجود إما الغرب الصليبي الصهيوني و إما نحن ؟ متي وضعتم حدود لدولة إيران ستفهم الرسالة و هي ذكية بما فيه الكفاية أما أن تعادوا دولة لمجرد عداء العصبية الجاهلية فهذا منتهي الغباء.

19‏/06‏/2008

التطبيع من أجل الإتحاد المتوسطي

إقترن مجيء الرئيس ساركوزي إلى الحكم برغبة هذا الأخير في توطيد العلاقة مع الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة. ثم إن فرنسا بيمينها ويسارها معروفة بولائها للمشروع الصهيوني في فلسطين؛ فَمَنْ أعطى أسرار القنبلة النووية لوزير دفاع العدو شمعون بيريز؟ طبعًا الفرنسيون في عهد دي غول!

في برنامجه الانتخابي سعى ساركوزي إلى إبعاد انضمام تركيا إلى الإتحاد الأوروبي، ففكر في مشروع الإتحاد المتوسطي الذي سيكون أيضا الوسيلة المثلي لانضمام تركيا، وفرض التطبيع على دول جنوب البحر الأبيض المتوسط مع الكيان الغاصب إسرائيل. ضرب عصفورين بحجر، هذا هو الهدف الخفي والمعلن للسيد ساركوزي، هذا بالإضافة إلى فرض الهيمنة الغربية على الدول العربية المتخلفة والمستلبة.
لنقُلْ فيما يخص سياستنا الخارجية بأنها أصبحت براغماتية منفعية، يهمها بالدرجة الأولى تحقيق مصالح الدولة الجزائرية، وفي حالة ما إذا قررت الجزائر الانضمام إلى الإتحاد المتوسطي، ماذا سنجني من هذا الانضمام؟ فمن غير المفهوم أن لا تبحث الجزائر جديا في بعث الحياة في الإتحاد المغاربي بإيجاد تسوية لمشكلة الصحراء الغربية تحفظ للمغرب الأقصى الشقيق ماء وجهه؟ فإلى متى يبقى هذا النزاع قائما كعقبة كؤود في وجه الإتحاد المغاربي؟
يبدأ الاتحاد بين أبناء المنطقة الواحدة التي تجمعهم اللغة والدين والانتماء إلى حضارة واحدة: الحضارة الإسلامية، وإلى تاريخ نضال طويل وحَّد أبناء المغرب العربي الكبير في وجه المستعمر الفرنسي. فنحن لدينا ما نكسبه معا أكثر مما نكسبه ونحن متفرقون. متى تبنى سياستنا الخارجية العربية على وضع مصالح الشعوب المسلمة في مقدمة أولوياتها عوض أن تحكمها الأهواء ونزعة الاستبداد بالرأي أو الخوف من البعبع الصليبي الصهيوني؟ ثم لماذا هذه الرغبة غير المفهومة في استحداث حدود بينما المطلوب إسقاط الحدود وإنشاء اتحاد مغاربي أقوى وأشمل وأنجع مما هو الحال في أوروبا ؟
لماذا لا نخطط لمقاومة الاحتواء الغربي لنا على كل المستويات ؟ ما الفائدة من شراكة مع أوروبا وهي متفوقة علينا 100% ؟ لماذا لا نشرع في لملمة أطراف هذا المغرب العربي الكبير وتقوية صلاتنا بدول مثل تركيا ودول آسيا المسلمة أولا و دول أمريكا الجنوبية الغيورة على استقلالها السياسي ؟ لماذا نرتبط بغرب يكيل قضايانا المصيرية بمكيالين ؟ ويكيد لنا منذ سقوط الدولة العثمانية فعليا في 1908 بإزاحة السلطان عبد الحميد الثاني ؟
إن انضمام الجزائر إلى الإتحاد المتوسطي مشروط بأن يسند لها دور كبير في هذا الإتحاد وتتجاهل هنا الجزائر معطى هامًّا جدا، أن مِصْر ستكون جزأً من هذا الإتحاد المتوسطي، ومعروف على دولة مصر أنها تعتبر نفسها المتحدث الرسمي باسم العالم العربي، فلن تسمح لدولتنا بأن يكون لها أي دور كبير أو صغير داخل الإتحاد المتوسطي. نحن رأينا كيف عاملت مصر مطلب الجزائر بالإصلاحات العميقة على مستوي الجامعة العربية ؟ رفضت المطلب جملة وتفصيلا وطيبت خاطر دولتنا بالاستثمار الاقتصادي المصري في الجزائر.
ثم لماذا نحن نرنو دائما إلى الشمال عوض أن نتحالف مع من هم أقرب إلينا في الدين والقيم والمصالح ؟ لماذا خوفنا أصابنا بالشلل في التفكير في السبل الناجعة التي تضمن لنا موقفا مستقلا ومنسجما مع جبهة الرفض الدولية لهيمنة الإدارة الأمريكية وتل أبيب السافرة ؟ أم أن الصمود في حد ذاته يخيفنا، أم أن الأوضاع الداخلية لا تسمح لنا بأن نستقل بمواقفنا، فنظل أسرى ابتزازات الغرب وشرطية العالم الإدارة الأمريكية ؟
09

08‏/05‏/2008

الشهداء
ليس تعاطفا و انما هو فخر
فخر بالشهيد الرجل ...
فخر بالفارس المقاوم الأبى
ليس موتهم كغيرهم ...
هم ماتوا رجالا بالمعركه
ماتوا فرسانا فوق خيولهم
اتمنى ان احيا مثلهم
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل احياء عند ربهم يرزقون .."
لاتدعو لهم ... هم يدعون لكم
فدعائكم عار عليهم ... ودعائهم شرف لكم
ليس تعاطفا مع الشهيد .. انما هو فخر لاننا لنا نفس النسب
.
*****
.
الى الذليل المهان
كيف جرات
ومددت يدك بالسلام ... كيف رأيت فيهم نية لذا السلام
كيف هذا ... وانت تعرف انهم لم يكونوا الا معادين السلام
ماذا تقول
لأمة ضاعت اراضيها ف ظلام
ابنائها وبناتها ... رجالها ونسائها ... الكل هام فى ظلام
ماذا تقول
لأمة راح بها كل امان
ماذا تقول
لمسجد من هول كل ما رأى .. راح البكاء مرددا مع الأذان
ماذا تقول
لكل أم من حزنها على ابنها ... راحت تربى الآخر على اسمى ايات الجهاد
من اجل اسمى رفعة من اجل احلى نصرة من اجل رفعة راسنا فوق البلاد
ماذا تقول
اذا سمعت صوت الأذان مرددا اياه ولدا مصوبا اليه نارا .. فقبلت ذلك حولت راسك عن الأذان وجهت اذنك الى العدو .. ماددا يدك بسلام
ماذا تقول
اذا شربت يوما من مائنا ورايت فيه قطرة من دمنا
ماذا تقول
اذا اخذت لقمة من خبزنا وسمعت طلبا للجهاد
اتقوم هبا للجهاد ... ام تنصرف وتقول انك قد خلقت للسلام
اى سلام
تتحدثون عنه ... اى هوان
ترضونه لبناتكم ... لنسائكم
**
ان اردت حقا سلام كن قويا لا تنام .. لاتقدم للغدر يدا وانت تعرف ان يدك لن تقابل بلاسلام
لا تقلل شانك ... لاتصغر حالك
ان الصغير ان سالته عن امه .. قال .. من لبنها شرب القتال .. شرب الجهاد و الإيمان
فى حب ربى قد عملت .. قد اموت وقد اعيش ... ولكن قلبى لن يمت .. وكرامتى فوق الجبال
فان هوت كل الجبال فإن عزى باقيا طول الزمان
***
السيد شبل 2003

31‏/03‏/2008

أيننا من شجاعة الحسم؟

بسم الله الرحمن الرحيم
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذين نموذجين من مواقف رسمية جزائرية، واحد للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة و الثاني للسفير الجزائري لدي الجامعة العربية السيد عبد القادر حجار:
" الحديث عن قيام دولة فلسطينية في هذا العام هو محض كذب ، فهم يدعون ذلك لكي يقدم الجانب العربي المزيد من التنازلات هذا إذا ما بقي شيء نتنازل عنه." الفقرة مأخوذة من خطاب الرئيس بوتفليقة في قمة دمشق منشور في الصفحة 9 من يومية المجاهد الناطقة باللغة الفرنسية ليوم الأحد 30 مارس 2008.
يقول السيد عبد القادر حجار" كيف يمكن للعرب التمسك بمبادرة السلام العادل و الفلسطينيون يفاوضون علي 22 بالمائة من أرض فلسطين رغم أن قرار تقسيم فلسطين يتحدث علي 50/50 أو 52/48. لا يمكن الخروج بقرار يعترف بجزء من الشعب الفلسطيني و يتجاهل الجزء الآخر." هذه الفقرة مأخوذة بتصرف عن مقالة من صحيفة الخبر اليومي بتاريخ 29 مارس 2008 الموافق ل 21 ربيع الأول 1429 ه

في مجمله خطاب الرئيس الجزائري كان مخيبا للآمال، فهو متمسك بالمبادرة العربية كالإطار الشرعي و العادل للقضية الفلسطينية، الفقرة الوحيدة التي تسترعي الإنتباه في الخطاب هي المذكورة في الأعلي و أما ما قاله السفير السيد الحجار لا يحتاج الي أي تعليق.

18‏/03‏/2008

أين الدولة الجزائرية من قضية فلسطين؟

بسم الله الرحمن الرحيم

أين الدولة الجزائرية من فلسطين؟

أستهل هذا النص بفقرة مأخوذة من كتاب المسألة الشرقية للمؤلف محمود ثابت الشاذلي : ( و قال إبن رواحة، و هو يؤكد معني واضحا في عقيدة الرجال :" و الله يا قوم إن التي تكرهون للتي خرجتم تطلبون الشهادة، و ما نقاتل الناس بمدد و لا قوة و لا كثرة – ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به...فإنطلقوا فإنها إحدي الحسنيين : إما الظفر و إما الشهادة. و أستشهد و صمد رجال من بعده، و شهد لهم الله بأنهم طلائع الأمة الشهيدة علي الناس...كل الناس. و تأكد هرقل-أيضا- أن كل جريح من جيش العقيدة في جسده بضع و تسعون ضربة و رمية من رمح أو سهم أو سيف !!..أي بشر هؤلاء!؟.. و أجيب بأنهم " المسلمون"!!)هذا الوصف الدقيق و الرائع لجيل من المسلمين المجاهدين الأوائل علينا أن نستوحي منه ملامح جيل معاصر آخر إختار المقاومة و الصمود كسبيل وحيد لإسترداد الحقوق و قد عمل رجال الثورة الجزائرية بمنطق الجهاد من جهة و التفاوض من جهة أخري و قد عرف عن الدولة الجزائرية فيما بعد تأييدها لحق الفلسطينيين في المقاومة و المطالبة بحقوقهم سياسيا. غير أن موقف الدولة الجزائرية اليوم تراجع بحيث سكتت عن تجريم السلطة الفلسطينية برئاسة عباس و فياض لفعل المقاومة!! لم نسمع عن أي إحتجاج جزائري أو أي عمل لخاريجيتها هنا أو ممثلها في الجامعة العربية من أجل إقناع السلطة الفلسطينية بالعدول عن موقفها المخزي من المقاومة! أكثر من ذلك تمسك الدولة الجزائرية بالمبادرة العربية الميتة بات أمرا مفروغا منه. فدولتنا تنازلت عن قسم كبير من القدس و عن حق عودة كل اللاجئين و إسترداد فلسطين 48 و هذا التنازل لم يتبعه إنتفاضة من المجتمع المدني في الجزائر، فهناك بسطاء جزائرين من لا يعلمون بوجود مبادرة عربية أعطت للعدو ما لم يعطيه أحد من قبل! لا أحد ينكر أن السياسة الخاريجية الجزائرية في 1429ه ليست السياسة الخاريجية للرئيس بومدين رحمه الله، نعترف للرجل أنه كان صارما مساندا قويا لحقوق المستضعفين و لم يبخل بشيء من أجل إخوانه في فلسطين. إختلف الوضع في أيامنا، فدولتنا مطالبة بتحصين الداخل المهزوز الأركان. لا نستطيع أن نذهب بعيدا في دعمنا لحقوق الشعب الفلسطيني و نحن غير قادرين علي تأمين الداخل و الحدود. هذا متفق عليه، الغير المتفق عليه أن نتخلي عن سياسة الحد الأدني. فقد صنفت الجزائر في صحيفة "القدس العربي" بأنها من دول الإعتدال هذا عار! إذا ما تأكدت فعلا مكالمة رئيس الحكومة المقالة السيد هنية للرئيس الحكومة الجزائرية السيد بلخادم، فعلينا أن نستهجن رد معالي رئيس حكومتنا. لم تحل أي قمة عربية قضية فلسطين و الجزائر قادرة علي أكثر من مجرد طرح مشاكل و طلبات الإخوة في غزة علي القمة العربية. فالتحرك المحدود لديبلوماسيتنا في الجامعة العربية غير كاف علي الإطلاق و إلا كيف نفسر رغبة الإخوة في فلسطين بدور جزائري أكثر فعالية؟ لماذا لا نتبني سياسة أكثر إيجابية و تأثير في قضية فلسطين و قضايا أخري؟ فمبرر أن الجزائر لم يعد لها ما تقدمه للإشقاء بدعوي أنها لم تجدهم في وقت الشدة، هذا موقف معيب و لا يشرفنا، فسياستنا الخاريجية محركها المباديء و القيم و ليس المواقف الإنفعالية. الجزائر مهددة مثلها مثل لبنان و فلسطين و العراق و إن لم تعمل جديا للخروج بمواقف فاعلة، ستدفع ثمن تخاذلها آجلا أم عاجلا. فلا ينبغي أن نعيش في الوهم، من يسعون لزعزعة الداخل الجزائري هم أنفسهم من لهم مصالح كبيرة و كبيرة جدا في إبقاء الكيان الصهيوني القوة الأقوي في المنطقة. و بناءا علي هذا محكوم علينا بالتحرك السريع و العملي. المعونات المقدمة لإخواننا لا تشفع لنا اليوم و لا في يوم الحساب. المطلوب أن تعمل الديبلوماسية الجزائرية علي عدة جبهات في نفس الوقت. و أول ما يجب أن تواجهه و بحزم النفوذ السيء لمصر و السعودية في قضايا عالمنا العربي الإسلامي. الي متي و نحن رهينة إرادة مصر و المملكة؟ هم يرون في أمريكا الحليف الذي لا غني لهم عنه. نحن لدينا رؤية مخالفة، التحالف مع أمريكا لم يخدم يوما مصالحنا، فلماذا الإستمرار في التحالف معها؟ ثم لماذا نلوم حماس و باقي الفصائل الفلسطينية علي لجوءها المتكرر لمصر بما أن الجزائر منكفئة علي نفسها؟ مما لا شك فيه أن العالم العربي خسر الكثير و الكثير بتراجع دور الجزائر، فكل الجهود التي تبذلها ليست كافية. نحن نطمع في دور جزائري أكبر و أعمق و هذا من حقنا. بقلم عفاف عنيبة

03‏/03‏/2008

ماذا تفعل كل هذه الجيوش العربيه ؟؟!
ما هو الدور الحقيقى لها ؟؟!
ايتم تدريب هؤلاء الجنود وهؤلاء الضباط من اجل حماية النظام الحاكم فقط و منع اى محاوله انقلابيه ؟؟!
ما الذى ينتظره هؤلاء الحكام لتحريك جيوشهم ؟؟!
ان هؤلاء الحكام ليسوا الا عبيدا جاء بهم المستعمرين الصهاينه والامريكان ليحققوا مصالحهم ... والعبد الذى لم يعرف معنى الحريه ولا النخوه و لا الكرامه لا يٌنتظر منه ان يحرك ساكنا اذا ما اعتدى عليه احد ... احساس المرء بعزته "لانه " حر" عبد لله وحده " و كرامته " لتكريم الله عز وجل لبنى ادم " هو الدافع الذى يحركه للثار من المعتدى ورد الحق
... اما هؤلاء الحكام ليسم بالاحرار انهم اذلاء مستعبدين ... يتوسلون الى المجتمع الدولى
يثيرون استيائى و اشمئزازى من هذا الموقف الضعيف المهين ... ماذا ينتظرون من هذا المجتمع الدولى ؟؟! من هو المجتمع الدولى من الاساس ؟؟!! اليس هو امريكا " المحتله المغتصبه " اليسم هم مستعمرى الماضى والحاضر "انجلترا وفرنسا " الذين يرفضون الاعتذار عن احتلالهم واغتصابهم لاراضينا العربيه ف الماضى ... لماذا يتوسلون اليهم ... وكيف يعقل ان ينتظروا منهم شىء... نحن افضل منهم واعرق منهم واقوى منهم واصحاب الفضل التاريخى والحضارى عنهم ... لماذا ننتظر منهم ان ينصرونا
... ولكنها عبوديتهم لهم وتعودهم على المذلة امامهم ... اليسوا مسلمين ... الم يامرهم الله "عز وجل " بان لا يهنوا ولا يحزنوا وهم الاعلون ...
هم فقط يتكبرون على شعوبهم " الحره الابيه " يريدون كسر شوكتهم " العزيزه المقاومه" يريدونهم ان يصبحوا اذلاء مثلهم ... وهذا والله لن يحدث فلقد كتب الله "عز وجل"لامتنا العربيه والاسلاميه العزه و الحريه والكرامه ... لكن تولى العبيد الحكم ...
عبيدا يتحكمون بمصير الاحرار
ان هذا لهو عصر المرار
الاحرار يرديون القتال والمعركه والشهاده ... والعبيد يعشقون الجبن والذل والركوع
وكيف نسمح نحن الاحرار بان يتحكم الاذلاء بمصيرنا
تحركوا و انتفضوا وثوروا
عندما قرات " بروتوكولات صهيون " وجدت ان اول خطه لتدمير مجتمعنا هى ان يعطوا المناصب القياديه لاشخاص تميل نفوسهم للعبوديه "لا للفساد او الظلم او للشر " ولكن للعبوديه ... فالشرير سيضر شعبه وهم يريدون ذلك لكنه سينتفض عليهم ... لكن العبد سيظل راكعا امامهم ولن يحرك ساكنا ... وسيرى مبررا لجبنه وسيقدم المبررات وسيجد له اعوانا من عبيد مثله " يطلون علينا ف البرامج الاعلاميه "
التى حولت العدو من المحتل الامريكى ل "الارهاب"
اسالكم من هو عدونا اهو الارهاب "المقاومه العراقيه " ام " المحتل الامريكى"
لقد اثرت قنواتهم الاعلاميه ف الشعب الطيب ... فاصبح يرى ان عدوه ليس اسرائيل انما الفلسطينيون العرب المسلمين عندما عبروا المعبر لكى يتزودوا بالطعام ولكى يعبر شبابهم لداخل اسرائيل وينفذ عملياته الاستشهاديه
تحول القله من الشعب المصرى نتيجه لما يسمع و يقرا ف تلك القنوات والصحف الماجوره العبيده ... عن عدوه الحقيقى واصبح يعادى نفسه
لماذا اصبحنا نخاف من الحرب والقتال؟
أمن اجل ان نحتفظ بحياتنا ... نحن نعرف ان لكل اجل كتاب ... وان العمر بيد الله ... ولو كنا فى بروج مشيده لبرز الذين كتب عليهم القتل
... اليس هذا ما اخبرنا به الله عز وجل فى كتابه العزيز ... الانقرا هذا ف صلاتنا كل يوم خمس مرات ... لكن البعض منا مات قلبه و عقله ... يقرا كتاب الله ولا يصدقه حتى وان اخبرنا بالعكس
حرب لبنان مات بها الف مواطن وهم شهداء ماتوا احرارا مقاومين
و نحن وبدون حرب مات لدينا الفين من المواطتنين ف البحر الاحمر نتيجه اللاهمال والفساد ف " العباره المشئومه "
شباببنا يموتون وهم يهربون من الفقر والجوع يموتون ف البحر المتوسط اثناء هروبهم الى ايطاليا " الويل لكم ايها الحكام العبيد " لقد اذقتم الشعب الفقر حتى فر ... ومات
الموت قادم قادم ... و خسائر الحروب اقل
لكن اعلامنا" العميل المتواطىء" ركز الضوء على ضحايا الحروب
فى مدينتى مات ما يزيد عن خمسون شابا خلال ستة اعوام ... من حرب 67 وحتى نصر 73 استشهد نحو ستة عشر فردا فقط ماتوا مقاتلين
الحرب ليست مدمره كما نعتقد
الحرب هى الحل
الحرب هى ما نريد
اتساءل كلما رايت احد اصدقائى ف لباس التجنيد ما الهدف من ذلك اهو كسره واهدار مستقبله واذلاله امام الضابط المسئول عنه ؟؟!!
ان كنا لن نحارب فما الهدف من ذلك ؟؟!!
ما الهدف من كل هذه الدبابات واطائرات والضبط والجنود ... متى سيتحركون ... متى ؟؟ متى ؟؟
يخطر ببالى موقف الجيش اللبنانى المخزى الذى لم يحرك ساكنا ف وجه المحتل الصهيونى الخنزير .. طوال حرب الثلاثة والثلاثين يوما ... ولكنه حرك جيوشه فى وجه الفلسطينيون من ساكنى مخيم نهر البارد
يقتلون اخوتهم ف العروبة والاسلام ولا يحركون بندقيه واحده فى وجه المحتل لبصهيونى
ما هذا الذل والهوان ؟!!
كلنا نحلم بالقتال والشهاده ... لكن هذه الحكومات المستعبده " العبيدة بطبعها " لن تملك الجراة لاتخاذ مثل هذا القرار ... سيستمروا فى مخاطبة المجتمع الدولى .؟؟؟!!!!
ويخرج احد هؤلاء العبيد مشككا ف قدرة صواريخ المقاومه ساخرا ..!!
واقول له : كيف لك بهذا التبجح انت " عبد ذليل جبان" ابقى فى جحرك كيف تجرؤء و تخاطب الاحرار المقاتلين الباسلين ... من اين تاتى بهذا التبجح
ثم لك ان تعلم يا " مسلم " يامن تقرا القران الكريم ... ان الله "عز وجل " امرنا بان نعد لهم ما "استطعنا " فقط ما استطعنا ... والصواريخ هى ما استطعات المقاومه تدبيره وصنعه .. والنصر ياتى من عند الله " جل ثناؤه "
ولتعلم ان تلك الصواريخ ترعب المستوطنين الصهاينه .. وتصيب مواقع اسرائيليه هامه ... شاهد قنوات اسرائيليه او اقرا صحفهم ... وستعلم مدى قوة صواريخ غزه وما مدى تاثيرها ف المجتمع الصهيونى ومدى الرعب التى تسببه لهم
... وهل اليهود توقفوا عن ضرب الضفه الغربيه ... الايقتلونهم اليوم وامس وغدا ... بالرغم من تسليمهم لاسلحتهم وتوقفهم عن المقاومه
هل الجيش المصرى يقاوم ؟؟!! اذن لماذا قتلوا الطفله المصريه .... الصهاينه مغتصبون محتلون ... ليس لهم الا القوه و المقاومه والرد بالمثل ... وصواريخ المقاومه قادره على ردعهم وعلى صب ويلات العذاب عليهم
وان كنتم لا ترون الصواريخ كافيه زودوهم انتم ببعض طائراتكم ودباببتكم التى صدات ف المخازن ... اعطوها لهم و انظروا كيف سيسختدمونها كابطال احرار وسيحولونها الى نار تحرق اعدائهم ...
الاعلام ودوره الصهيونى ؟؟!
العيد من القنوات الفضائيه الاباحيه والمستهتره التى تعزل المواطن عن قضاياه الحقيقيه وتقدم له ما يشغله عن المحتل الغتصب
يجب ان تتوقف تلك القنوات وما تبثه من السموم التى حولت المقاومه الى ارهاب وحولت الثوره الى فوضى
يجب ان نقاوم تلك القنوات العميله المتواطئه ... ولكن كيف السبيل وهى تربطها المصالح مع الحكام " العبيد " الذين تولوا امرنا رغما عنا
******
ولكن الامل باقى مادامت القاومه باقيه ومادام هناك شهداء يقاتلوت ويقتلون
ولا زال هناك الشعب بعيدا عن الحكام يرفض الذل ويعشق النصر والحريه
وسياتى اليوم الذى ندوس فيه على الجبناء والمنافقين
ونمر على اجسادهم العفنه ... واضعين ايدينا ف ايدى السلاح رافعينه فى وجه العدو
*******