12‏/02‏/2009

مصيبتنا في بعض الفلسطينيين

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بعد العدوان و الحصار المستمر علي غزة علينا أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا لنضع الأصبع علي الجرح.

لماذا لا نحاسب فئة فلسطينية تنازلت عن أرض فلسطين 48 في إتفاقيات أوسلو واشنطن في 1993؟ هؤلاء الناس هم متطفلين علي قضية تحرير فلسطين برمتها. هم رهنوا أرضنا و إرادتنا وفق رغبة قوة الإستكبار.
نعم الخيانة أقدم من 1993، فالسادات خاض حرب 73 فقط ليفاوض من موقع القوة العدو الصهيوني من أجل الإعتراف بهذا الأخير و التطبيع مع كيان غاصب، لكن ماذا عن السيد عرفات و جماعته ؟ ماذا عن فئة من الفلسطينين يرون في التفاوض و السلام مع العدو بالتنازل عن أرض فلسطين 48 و حتي أرض 67 التي لم ينالوا منها شيء و حتي ذلك الفتات في غزة و رام الله فهو محاصر و مهدد بالإجتياح في أي لحظة ؟ ألا يستدعي الأمر و الموقف أن نعيد حساباتنا من جديد لنسمي الخائن خائن و الصادق المقاوم بالصادق المقاوم ؟ فتنازل بعض الفلسطينيين المحسوبين علي تيار السلام و قيام دولتين و جوار مسالم و خطة دايتون أوقع بنا في مصيدة كلفتنا غاليا و غاليا جدا. كيف نسمي من تنازل عن أرض المحشر و هل هي إستراتيجية ذكية أن نتازل عن فلسطين 48 بدعوي أن ميزان القوي في صالح العدو الصهيوني ؟ طيب نعم ميزان القوي هو في صالحهم مؤقتا لكن الزمان ممتد أمامنا لماذا نحكم علي الأجيال القادمة بالفشل مسبقا و نحرمهم و معهم مليار و نصف مليار مسلم من أرض بيت المقدس ؟ قبل الحصار و قبل فوز حماس في الإنتخابات التشريعية الأخيرة كانت مسيرة ما يسمي السلام ملغمة و معروفة نهايتها سلفا. فما يتجاهله بعض العلمانيون المتطرفون في السلطة الفلسطينية و في التيار العلماني في فتح أن لا سلام بين الظالم و المظلوم و أن الله أقر في قرآنه الكريم في سورة البقرة من 1400 سنة أنه لن ترضي عنا اليهود و لا النصاري حتي نتبع ملتهم و اليهود الصهاينة الغاصبين حينما إحتلوا فلسطين قاموا بذلك الإحتلال علي أنه إعلان حرب علي الإسلام داخل فلسطين وفي كل العالم العربي الإسلامي و جاء العرب ليحصروا القضية الفلسطينية بينهم بينما كان المطلوب أن يتصدي لقضية تحرير كل فلسطين مسلمي كوكب الأرض كله و أن لا يترك للشعب الفلسطيني و قادته من العلمانيين أي حق في تقرير أي شيء في قضيتهم إلا بالعودة إلي كل مسلمي كوكب الأرض و علي رأسهم جميعا علماء الإسلام . فالصف العربي سرعان ما إخترقته الحركة الصهيونية و أصبحت بعض الأنظمة العربية بما فيها النظام المصري و الأردني و حتي السعودي تري في العدو الصهيوني حليف أمين ضد الإنبعاث الإسلامي و هذا ما أقر به في كتابه القيم " التهديد الإسلامي أسطورة أم حقيقة ؟"المستشرق الأمريكي جون ل. إزبوزيتو. ألم تقزم إتفاقيات أوسلو القضية الفلسطينية ؟ ألم تصفي تلك الإتفاقيات القضية من أساسها ؟ لماذا يطالب اليوم الفلسطينيون ب 22 بالمائة من الأرض التاريخية ؟ بما أنهم تنازلوا عن 78 بالمائة من مجموع أرض فلسطين، كيف سيترك لهم العدو ذلك القليل الذي باتوا هم الطامعين فيه و ليس العدو الصهيوني الذي أخفي جشعه و ألصق تهمة الجشع و الطمع بشعب فلسطين و قيادته السياسية العميلة ؟ لماذا لا ننتبه إلي محتوي كتاب "تانكريد" الذي كتبه أحد أوائل الصهانية دي إسرائيلي في 1838 داعيا فيه إلي هيمنة يهودية مسيحية علي العالم ؟ ألم يحققوا ما خطط له دي إسرائيلي ؟ لماذا هم صف واحد ضدنا و نحن نواجههم متبعثرين البعض منا مغتر بنفسه و الآخر خائن يري في الإنبعاث الإسلامي الحضاري الشامل تهديدا لوجوده و كرسيه و إمتيازاته ؟ فكل الحروب التي خاضتها الأنظمة العربية ضد العدو الغاصب إلي 1973 كانت تنقصها رؤية واضحة حول الحل الجذري لقضية فلسطين. فهل كانت الجيوش العربية تحارب من أجل تحرير كل أرض فلسطين و تطهير الأرض من دنس اليهود في نفس الوقت الذي تخوض الحرب علي جبهة أخري من نوع آخر، حرب تضع الهيمنة الإمبريالية خارج حدود العالم العربي الإسلامي بحيث لا تحكم دساتيرنا قوانين من صنع الغرب الإمبريالي ؟ طبعا لا. ألا يعد إنضمامنا للأمم المتحدة و وكالة الطاقة النووية و منظمة التجارة الدولية شكل من أشكال الإنضواء تحت لواء الصليبية الصهيونية ؟ فتحرير فلسطين يبدأ بتحرير الذات المسلمة من التبعية في كل شيء من الإقتصاد إلي الإجتماع، من السياسة إلي الثقافة، من التعليم إلي الهوية. و كل هذا غير متوفر و لا وجود لإرادة ساسية عربية و إسلامية في ان نكون جسم واحد من مقاطعة إيغور في الصين إلي موريتانيا. فداء القطرية و القوميات و داء الخيانة الذي ترفع لواءه بعض الأنظمة العربية و المسلمة، كلها مستفحلة بما فيه الكفاية في طول و عرض أمتنا.

بقلم عفاف عنيبة

هناك تعليق واحد:

فارس عبدالفتاح يقول...

الله سبحانه وتعالى سوف يحاسبهم


ولكن هذا في الاخرة

اما في الدنيا فان التاريخ هو من سيحكم على من اصاب ومن اساء

لكن المطلوب منا مقاومتهم الفكر بالفكر والجهد بالجهد والعمل بالعمل

ولا نترك الامور كيفما اتفق فان الله ورسوله امرنا بالحزم والتوكل

مع فائق احترامي وتقديري