10‏/02‏/2009

توضيح لرؤية









اسمحيلي بكل تقدير وبكل مودة سيدتي الماجدة أن أحاول أن اشرح لكي الأمور الملتبسة عليك في الموقف المصري الصادرة من الشعب المصري وتصرفات النظام الحاكم


أولاً الشعب المصري : أختي الماجدة الشعب المصري لا يعاني من أي عقدة سواء بالتفوق أو غيرها ، بل العكس ، الشعب المصري مقتنع تمام الاقتناع أنه تأخر كثيرا ً ، كثيراً جداً ، عن الركب الحضاري العالمي واتفق معك في الشيفونية المصرية ، نعم اتفق معك بأنه يوجد شيفونية في الشخصية المصرية ولكن بقدر غير مرضي ، وأقول لكي سيدتي الماجدة لا يوجد نرجسية إطلاقاً في الشخصية المصرية وهذه الأمور ليست وليدة اليوم أو من مائة سنة أو حتى ألف سنة إنه تاريخ شعب يصل عمر دولته ومجتمعه أكثر من ستة ألف سنة أو يزيد ، أفراد هذا المجتمع يرتبطون عقلياً ووجدانيا إلى بيئة معينة والى مساحة جغرافية محددة توالت عليه عصور تعرض خلالها لمحن كثيرة وكبيرة احتل أكثر من تسعة أنواع من الاحتلالت من إغريق وفينيقيين وبطالمة ويونان ورومان وفرس وهكسوس وفتح إسلامي واحتلال فرنسي وانجليزي – وغير دينه ثلاث مرات – ومن يتعمق في تاريخ مصر ويقرأ قراءة واعية ومستنيرة عن هذا التاريخ المصري يتضح له أن هذا الشعب لم يتأثر ثقافيا بأي من هذه الاحتلالات هذه باستثناء العروبة والإسلام لأسباب عقدية ، بل على العكس تمام المحتل هو الذي يتأثر بالثقافة المصرية لأن المواطن المصري يعتقد بأنه صاحب تاريخ وصاحب حضارة وصاحب رؤية وله موروث ثقافي لا يستطيع أحد في العالم أجمع أن ينكر على المصريين هذا ، ولا يستطيع باحث أو حتى قارئ واع ٍ أن يستطيع أن يتخطى دور الحضارة المصرية والدولة المصرية في المحيط الإقليمي أو العالم بأثرة


وهذا التأثر سببه ما نسيمه ( القوة الناعمة ) بمعنى ليس قوة تفرض بالسلاح أو بالحرب أو وإنما هيبة معينة بنفوذ أخلاقي وفكري وكملاذ حقيقي وآمن لكل العرب والمسلمين وغيرهم على مر التاريخ أيضاً


مع ذلك ( المجتمع المصري – الشعب المصري ) يستطيع بكل جدارة وبكل براعة واقتدار أن يتفهم أي شخصية من أي مجتمع وله قدره حقيقية على تقبل الآخر ، وكم من بشر من أعراق كثيرة – دينية واثنيه – على مر التاريخ عاشوا واندمجوا وأبدعوا داخل المجتمع المصري لأن الشخصية المصرية لا ترفض الآخر وليس لديه عنصرية وليست لديها مشكلة في العيش أو التعايش مع الأخر سواء داخل المجتمع المصري أو خارج المجتمع المصري وهذه أيضا من ضمن مميزات الشخصية المصرية فهي تتمتع بعقلية مستنير ومتفتحة ومع ذلك لدية وطنية ولدية انتماءه وهذا أمر لا يعيقه في تقبل الأخر أو التعامل معه ، والشعب المصري ستطيع أن يتخطى أي شيء في التاريخ – ولا ينساه – وليست لدية فوبيا رفض الآخر


ثانيا : أما عن الموقف المصري من تصريحات حسن نصر الله أو أياً كان ، تجاه الشعب المصر فإنه لم يفهم بالضبط ما الذي يمكن أن يقال في مواجهة مصر . يوجد مشكلة في مصر وبتنساها المنطقة مرات ، هنا توجد وطنية عمرها سبعة آلاف سنة أو ستة آلاف سنة وأن دفاعها عن نفسها أمام كل ظروف التاريخ يجعل الوطنية لديها والتماسك الوطني له معنى ، له معنى ، وله معنى ممكن جدا الآخرين أو حتى بعض المحبين لا يفهموه ولا يقدروه ، أنا شاهدت تصريحات السيد حسن نصر الله وأعتقد وأقولها بأمانة ، أعتقد أنه هو – بدا فيها – أن هذه القضية الوطنية في مصر أو المشكلة الوطنية هذا الجدار الأصم الذي يتجمع المصريين بداخله – ويواجهون - عند لحظة معينة ... وهو مفيد على فكرة .. ساعات يخلق مشاكل لكن أنا أجده باستمرار هذا التقوقع حصن أمان عند شعب تعرض لتاريخ طويل جداً


وهو يوجه خطابه إلى القوات المسلحة المصرية والى الشعب المصري وهو لم يدع لانقلاب بالعكس هو كان متحذرا في كلامه يقول أنا لا سمح الله لا أدعو لانقلاب . لكن بعض الجنرالات يذهبوا لمبارك ويقولوا له إن هذا الوضع لا يمكن تقبله ، هذا في حد ذات يبقى انقلاب يبقى نوعا من التمرد ، لان القوات المسلحة أداة سياسية ، لكنه يدعو إلى تغيير الموقف المصري إلى شيء من النوع الذي قاله لأنه يأمل في شيء آخر لأنه يتصور شيئاً آخر، لكن أخطأ، وأنا أعتبر هذا جزء من الصلة معه جزء من قوتي الناعمة وأحافظ عليه وأرده إلى الصواب وأقنعه ، لكن أخطأ نعم، لكن أخطأ كصديق


السادات في كامب ديفد أو في الصلح كان يخير المصريين بين عروبتهم ومصريتهم، السيد حسن كان يخيرهم بين مصريتهم أو وطنيتهم وبين العروبة وهذه معادله خاسرة ، على فكرة أننا كلنا تحت ضغوط شديدة جدا، دائما يقولوا إنه في موقف الأزمات من هذا النوع تمضي إلى خارج مما قصدت، وأن هذا الخطاب كان في أيام عاشوراء وفي أيام عاشوراء النبرة الاستشهادية موجودة أكثر والنبرة الجهادية موجودة . لا أريد أن أدافع عنه في شيء حسن نصر الله رجل شريف ونحن كمصريين نحترمه لكن عندما يخطئ نقول له أخطأت، لأنه لا أحد يزايد على مصر والشعب المصري وهذا أمر مرفوض شكلاً وموضوعاً


الثالثة : وهو النظام المصري الرسمي ونحن نتفق معك في كل ما تقولين ، ونحن نعرف أننا كعرب وكمسلمين أمام تحديات المصير لابد من وحدة الصف ووحدة الموقف ووحدة الفكر ووحدة العمل


لكن هذا لا يعطي أي إنسان أو يعطي مجتمع أو أي دولة سواء كانت عربية أو إسلامية أو غربية أو شرقية أن تملي علينا ما نفعله وهذا أيضاً ينطبق عليكم كجزائريين وعلى كل دول العالم ليس من حق أحد أن يوجه دولة وشعب ومجتمع وأمة ويقول لها افعلوا هذا ولا تفعلوا هذا . هذا أمر لا يليق ومرفوض وشيء مستنكر ومستهجن ومزعج


رابعاً : تقولين أن الشعب المصري مخل بالكثير من واجباته ، وهنا أريدك أن تفرقي بين شيئين الأول : الشعب المصر ، والثاني : النظام الحاكم ، فأظنك وأنا واثق أنه جانبك الصواب في هذا الأمر فالشعب المصري لم ولن وإلى أن يرث الله الأرض من عليها لم ، ولن يتقاعس ولو لطرفة عين عن أداء واجبه تجاه الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية جمعاء قدر المستطاع


أما إذا كان النظام المصري فلا خلاف على ذلك ولكن لم تقولي النظام المصري قلتي الشعب المصري فالنظام المصري الحالي لا يعبر أو حاول أن ينظر إلى تطلعات الشعب المصري وآماله وهذا على ما أظن أنكم تعرفونه وأظن أيضاً أن جميع الأنظمة العربية من المحيط إلى الخليج لا تعبر عن عقل ووجدان وآمال شعوبها بما فيها الشعب الجزائري نفسه أن لم أكن على خطأ


واشكر لكي شيء .. والشيء بالشيء يذكر ، تقولين لنا نحن المصريين أننا وإياكم يحكمنا رئيس واحد أخذنا جميعا رهائن إرادته الغاشمة


وتقولين : ثم إننا لم نعد نتفهم الشعب المصري فلا بد لهذا الشعب أن يفهم بأنه يتوجب عليه أن يخلصنا من نظامه المستبد الصهيوني، قدرة الصبر معنا نفد و عليكم أنتم يا أيها المصريون أن تتفهموا لماذا لم نعد نفهمكم أو نتفهمكم و للصبر حدود . هذه هي الصراحة الصحية


وهذا أيضا اعتبره عتاب من محب أو صديق أو أخ ونحن كمصريين نقبل ذلك ونقدره


أما بخصوص النظرة القومية أو النظرة الإسلامية للقضية الفلسطينية وآمال الشعوب العربية تجاه تحقيق وحدة وعربية واتحاد قومي أو خلافة راشد للأمة الإسلامية ككل فهذا أمر يطول شرحه وسوف افرد له موضوع آخر إن شاء الله سبحانه


وأرجو من الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في شرح وجهة نظر الشعب المصري في هذه الأزمة المستمرة دائماً وأبداً ووضحت تبرئ الشعب المصري مما يفعل النظام المصري الرسمي المختل فكرياً ، وإن قد كنت أخطا فأرجو المعذرة فأعود وأصحح ما كنت قد اخطأ فيه


تقبلي كل التقدير والاحترام لكي ولكل الشعب الجزائري والشعوب المغاربية العربية ككل

ليست هناك تعليقات: