11‏/08‏/2008

العرب إيران و القضية الفلسطينية

بسم الله الرحمن الرحيم


لم أري علاقة في التاريخ متوترة بين شعبين مسلمين مثل التوتر القائم بين إيران و العالم العربي بإستثناء العلاقة المميزة بين إيران و سوريا و بين إيران و الجزائر.

إحدي مشكلات الأنظمة العربية أنها تستعين بالغرباء الصلبيين و الصهاينة الحاقدين لمواجهة جار كبير مسلم و لنضع جانبا مسألة الإختلاف المذهبي فهو ليس موضوعنا.

معظم الدول العربية تري في إيران العدو الظاهر و الأبدي للعالم العربي و ترحب بتحالفها مع إسرائيل لمواجهة المد القومي الفارسي.

أولا فارس أسلمت و إن كانت لديها قومية فارسية عنصرية فلماذا لا نتحدث عن القومية العربية العرجاء التي قادت الي إحتلال فلسطين و بيعها في المزاد العلني و التنازل عن أقدس أرض بعد أرض مكة و المدينة المنورة في الإسلام؟

لماذا نحاسب غيرنا قبل أن نحاسب أنفسنا و كيف نسمح لأنفسنا أن نحرض نظاما عراقيا علي جاره الإيراني و نستنزف بلدين و شعبين مسلمين لثمانية سنوات بدعوي أن النظام الإيراني بعد الثورة الإسلامية غير عادل ثم نتآمر علي النظام العراقي و ندفع بشعب و دولة عراقية في فم الغول الأمريكي ثم نحضر إعدام الرئيس صدام في عيد الأضحي و لا يرف لنا جفن؟ تجريم تورط إيران في العراق واجب و لكن في المقابل علينا أن لا ننسي أننا نحن من حرضنا الإدارة الأمريكية علي الدولة و الشعب العراقيين و فتحنا أراضينا للغزو الأمريكي الصليبي الصهيوني عليهما؟

ثم نجرم حركة حماس و حزب الله لأنهم لجأوا الي إيران لتزودهم بالمال و الأسلحة و الدعم السياسي في مواجهتهم للعدو الصهيوني ؟ هل زودت الأنظمة العربية الجهاد الإسلامي و حماس و حركة حزب الله و سائر الفصائل الفلسطينية العلمانية و الإسلامية منها بالسلاح و المال ليردوا كيد الكائدين في فلسطين و غير فلسطين؟

بالله عليكم كيف نعامل إيران علي أنها عدو و نعتبر برنامجها النووي السلمي تهديدا لنا و نستقبل بالأحضان المجرم نتنياهو الذي يمثل كيان غاصب يخبأ في صحراء النقب أكثر من 200 رأس نووي ؟

كيف نسمح لأن يتحول الخليج الإسلامي الي بحيرة أمريكية مغلقة و لا نعمل علي تأمين أمن المنطقة بالتعاون و التنسيق بين الدول المطلة علي هذا الخليج الإسلامي ؟

ثم لماذا هذه العصبية العرقية هم فرس و نحن عرب، فهل أنا التركية الأمازيغية أعتبر عدوة العرب و المسلمين بإعتبار أنني لست من أصول عربية ؟ نعم هناك في إيران قوميون فرس متعصبون لقوميتهم و أمجادهم علي غير ديانة الإسلام ، نقر بهذا و لا ننكره لكن هل هذا مبرر كاف لأن نعتبر كل الإيرانيين عنصريين فرس؟

بالله عليكم لماذا نحن في الجزائر حينما نختلف مع إيران نقول لها ذلك بمليء الفم و نقطع علاقتنا معها الديبلوماسية حينما تسمح لنفسها بأن تتدخل في شؤوننا الداخلية و تظلم رئيسا جزائريا كان خير رؤساءنا ثم نعود و نعيد العلاقات مع إيران بعد إعتذار هذه الأخيرة و إلحاحها في عودة العلاقات معها فنطوي الصفحة و نبدأ مع إيران صفحة جديدة و نحن حريصون كل الحرص علي أن تظل إيران حليفتنا،فهي علي الأقل تقاوم التمدد الصهيوني و الصليبي في عالمنا العربي الإسلامي و إن كنت أندد بموافقتها للعدوان الأمريكي و إحتلاله لأفغانستان و مصالحنا معها أهم من مصالحنا مع الغرب الصهيوني الصليبي ؟ نحن لا نحكم عواطفنا في علاقتنا مع بعضنا البعض نحن نحكم العقل و الدين و مصالح الأمة الإسلامية و مصلحة فلسطين و تحريرها كاملة بالدرجة الأولي.

متي سيدرك العرب شعوبا أنظمة و نخبا فكرية و دينية أننا في معركة وجود إما الغرب الصليبي الصهيوني و إما نحن ؟ متي وضعتم حدود لدولة إيران ستفهم الرسالة و هي ذكية بما فيه الكفاية أما أن تعادوا دولة لمجرد عداء العصبية الجاهلية فهذا منتهي الغباء.