12‏/02‏/2009

أجهل من دابه وأضل من الهوام


أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم

" ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين "


صدق الله العظيم


هذا الرد مقتبس من بعض الكتب والدراسات ، والله المستعان فإذا أخطأت فمنى وإذا أصبت فمن الله .. وسوف يكون الرد على ثلاث أجزاء



ملحوظة : أعلم أنه يوجد أناس لا يحبون القراءة وإذا قرئوا لا يستوعبون فسوف أللخص هذا الجزء في بضعة اسطر حيت استطيع أن أوصل لكم الإجابة عن سؤالك ألا وهو العلاقة بين السلام والعروبة .. أقول إن الأشهر الحرام كانت موجودة قبل الإسلام وجاء الإسلام واقرها بل ووضع عليها نوع من القداسة الدينية وألزم المسلم ( غير العربي ) بحكم الالتزام به . وإن الحج كان قبل الإسلام للعرب وجاء الإسلام واقره وجعله ركن من أركان العقيدة الإسلامية ولا تصح هذه العبادة وهي الحج إلا إذا أقيمت باللغة العربية وبالأراضي العربية والزمان العربي وهو الشهر زى الحجة العربي . وإن التعبد بالقرآن لا يجوز إلا إذا تلي باللغة العربية ،، وأن الصلاة لا تجوز ولا تصح إلا إذا أقيمت أركانها باللغة العربية من الأذان إلى التسليم وختم الصلاة بالتسابيح .. والكثير الكثير وأسوف ادخل في هذا الموضع باستفاضة فإن كانت لديك القدرة على القراءة تابعي وإلا يكفيك التلخيص .. وسوف أورد لك أحاديث كثيرة صحيحة وبإسناد صحيح من رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العرب والعروبة وسوف تكون هذه الأحاديث في آخر جزء إنشاء الله إن كان في العمر بقيه





فلا حول ولا قوة إلا بالله وإنا الله وإنا إليه راجعون ،، هدانا الله أنا وأيك . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، بسم الله الرحمن الرحيم



العروبة والإسلام




المقدمة



الحديث عن العروبة والإسلام حديث قديم جديد ، وأول ما بدأ هذا الحديث في اعتقادي بعد ظهور الشعوبية في العصر العباسي ، فلقد انطلق الشعوبيون يشككون في مزايا العرب وفضائلهم وفى ما خصهم الله به من مجد حين حملوا لواء الرسالة ، وألف هؤلاء الشعوبيون الكثير من الكتب في انتقاص فضائل الأمة العربية وزعم الزاعمون منهم أن الإسلام وحده قد جعل ذلك الشتات العربي امة تعرف أن تتصرف كباقي الأمم ، غال من غالى منهم فأنكر على العرب بلوغ أي مجد في ظل الإسلام ، وبعد ذلك الجدل الذي احتدم بين هؤلاء الشعوبيين بين من تصدى لهم من كتاب ومفكرين وفي ذلك العهد انبعثت هذه الحملات من جديد حين تسلط العثمانيون على الأمة العربية ، ولا سيما في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، بعد أن انصرف العثمانيون نحو الطورانية وأسسوا جمعية الاتحاد والترقى وجمعية تركيا الفتاة ، ونظروا إلى العرب نظرة استعلائية حثت بالمخلصين من أبناء العروبة على التفكير الجاد في الخلاص من ذلك الاستعمار ، ونحن نعلم أن العرب حين تنادوا للخلاص من الاستعمار العثماني انبر بعضهم يدافع عن الخلافة العثمانية باسم الإسلام ، وحمل دفاع المعارضين للخلاص ما يعد تطاولاً على القومية العربية وانتقاصاً لمكانة العرب ، وكلنا يذكر أن العرب حين ثاروا في الخامس من حزيران 1916 خطأهم من رأوا ضرورة استمرار الخلافة العثمانية، بالرغم مما لاقى العرب من اضطهاد وظلم ومحاولات جادة لتتريك اللغة والتراث والشخصية العربية ، وبعد خروج العرب من الدولة العثمانية وازدهار الحركة القومية في كثير من الأقطار العربية تجددت الأحاديث حول العروبة والإسلام بعد ظهور الأحزاب الدينية ، ولا يسما حزب الإخوان المسلمين في مصر ، ونحن نعلم أن هذا الحزب قد أسس وقد عمل فيه الكثيرون على محاربة الهوية العربية في مصر، فلا البيت المالك في مصر يرغب في الهوية العربية ولا أولئك الاستعماريون المسيطرون يرغبون في هذه الهوية ، ولقد كان الاستعمار وما زال يخشي تمسك مصر بهويتها العربية ، كيلا تتزعم مصر الأمة العربية وتسير بهذه الأمة نحو آمالها القومية ، ولذلك استبعدت العروبة استبعادا كاملاً من الدعوة الإسلامية التي دعا إليها الإخوان المسلمون ، ونهج على هذا النهج كثير من ظهروا بعد ذلك في الساحة العربية من دعاة الحزبية الدينية ، ما زال الحديث قائما حول العروبة والإسلام . العلاقة بين العروبة والإسلام : يسعدني أن أوضح هذه العلاقة بين العروبة والإسلام منذ النشأة الأولى لهذه العلاقة وحتى أيامنا هذه ، واضعين في الاعتبار أن المسار الطويل لهذه العلاقة ، والذي يبلغ فيما نعرف جميعاً أربعة عشر قرناً وتزيد قليلاً مما يمكن التمييز فيه بين مراحل تاريخية ثلاث ، لكل واحدة منها طابعها الخاص بها ، والمميز لها عن غيرها . وهذه المراحل الثلاث هي



المرحلة الأولى : المرحلة التي كانت فيها العلاقة داخل الإطار العربي ليس غيره ، والتي تشمل زمن النبي عليه السلام وزمن أبي بكر الصديق رضي الله عنه . وكانت هذه العلاقة – فيما بعد نعرفه جميعاً – سيئة أول الأمر في العهد المكي بطوله ، ثم أخذت في التحسن إلى أن أصبحت علاقة حميدة في آخر العهد المدني ، ونزل فيها من القران الكريم ما يخاطب أبناء الأمة العربية بقولة " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام ديناً " وهى الآية التي نزلت في حجة الوداع وكانت من آخر ما نزل من القران الكريم



المرحلة الثانية : المرحلة التي بدأت بخلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، والتي خرج فيها الإسلام من الإطار العربي إلى العالم الفسيح ، والتي استقطب فيها الإسلام أناساً من خارج الجزيرة العربية ... ولقد بلغت هذه المرحلة من الطول ما يقرب من ثلاثة عشر قرناً كانت العلاقة فيها حسنة جداً بين العرب والشعوب الأخرى



المرحلة الثالثة : ثم المرحلة الثالثة والأخيرة ، وهى التي تبدأ منذ قرن تقريباً تنقص قليلاً أو تزيد قليلاً، وكانت العلاقة فيها سيئة إلى الغاية ، حيث أنها المرحلة التي أخذت فيها كلمة العروبة معني سياسياً ومفهوماً قومياً جديداً بعد أن نشأ مبدأ القوميات وأخذت فيها كل امة تتعرف على ذاتها ، وتحدد مقومات وجودها وتسعى في سبيل تحقيق دولتها القومية التي تنطبق فيها حدودها السياسية على حدودها القومية . ولقد اخذ بعض أبناء الأمة العربية المبدأ ، واخذوا يسعون في تحقيق الدولة القومية التي تنفصل عن الدولة العثمانية وتصبح دولة مستقلة لها حدودها القومية . انه عند ذلك ظن بعض الناس بالقومية العربية السوء وراحوا يعارضون باسم الإسلام ، ويذهبون إلى أنها الدسيسة الاستعمارية ضد الإسلام ، وان الاستعمار يعمل على أن تكون الوحدة العربية هي بديل عن الوحدة الإسلامية – الأمر الذي نراه نحن عربياً خارجاً على حدود الإسلام والدين ، كما سوف نري



ويسعدني أن يكون القران الكريم هو المصدر الأول عن الحديث عن هذه العلاقة – وذلك للاعتبار التالية



الاعتبار الأول : إن القران الكريم هو المنشئ الأول للعلاقة بين العروبة والإسلام حين انشأ الإسلام في الأرض العربية ، وحين كان الوحي من الله للنبي العربي محمد بن عبد الله عليه السلام ، ومن هنا كان لابد من الرجوع إلى القران الكريم للتعريف على كيفية نشأة هذه العلاقة بين العروبة والإسلام



الاعتبار الثاني : إن القران الكريم هو السجل الصادق لتطوير هذه العلاقة ، والموجه الأول لتنمية هذه العلاقة ، فلقد رعاها يوم أن كانت العروبة ترفض الإسلام في العهد المكي ، ورعاها والعروبة تتقبل الإسلام بالتدريج في العهد المدني ، ثم صور لنا ذلك كله في حوار فكري ، وفي صراع جسدي حين صور الجدل القوي العنيف بين النبي عليه السلام وأهل مكة ، يحن صور لنا الغزوات والحروب التي قامت بين المسلمين من الأنصار والمهاجرين من العرب ، والمشركين العرب من سكان الجزيرة العربية، والتعرف على كل الحقائق من القرآن الكريم هو الذي يكشف لنا عن الأبعاد الحقيقة لهذه العلاقة



الاعتبار الثالث : وهو الأهم من وجهة نظري ، وهو أن صيغة العلاقة بين العروبة والإسلام كما صاغها القران الكريم سوف تكون المعيار الذي نزن به أقوال الذين يظنون بالعروبة ظن السوء ، وسوف تكون الإجابة السليمة على تحديات الذي يتحدون العروبة باسم الإسلام . القران الكريم أيها أحبابنا هو سبيلنا الوحيد للتعرف على أبعاد هذه العلاقة وللرد على الرافضين للعروبة باسم الإسلام واني وضعت آيات كريمة على رأس المدونة تقول بالنص



أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ... حم وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ... مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِن وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ... وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ ... صدق الله العظيم


المرحلة الأولي



والآن ماذا قال القرآن الكريم عن هذه العلاقة ؟ يمضي القرآن الكريم أيها الإخوة على أن الإسلام ليس إلا النظام الديني للأمة العربية أولاً ، وقبل كل شيء ، النظام الذي نزل من السماء ليكون البديل عن الأنظمة الأخرى التي كانت الأمة العربية تمارس حياتها على أساس منها . يقول الله تعالى : " وهو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ، يتلو عليهم آياته ، ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة – وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين " . ويقول تعالى : " وكذلك أوحينا إليك قراناً عربيا لتنذر أم القرى ومن حولها ... " . ويقول على لسان محمد صلى الله عليه وسلم : " إنما أمرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء ، وأمرت أن أكون من المسلمين ، وان أتلوا القرآن فمن اهتدي فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المذرين " . ويقول تعالى : لإيلاف قريش ، إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ، فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " . ولم يقف القران الكريم عند هذا الحد من الحديث عن الإسلام هو النظام الديني للأمة العربية ، وإنما مضى إلى ما هو ابعد من ذلك فكشف لنا عن جذور التاريخ لهذه الحقيقة ، واكسبها بذلك لوناً من القداسة الدينية



فعل القران الكريم ذلك عندما تحدث عن الإسلام على أنه قد كان ستجابه لدعوة إبراهيم وإسماعيل عليها السلام بخصوص ذريتهم العربية ، ويقول الله تعالى : " وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا انك أنت السميع العليم ، ربنا واجعلنا مسلمين لك ، ومن ذريتنا أمة مسلمة لك ، وأرنا منسكنا وتب علينا انك أنت التواب الرحيم ، ربنا وأبعث فيهم رسولاً منهم يتلوا عليهم آياتك ، ويعلمهم الكتاب والحكمة ، ويزكيهم ، انك أنت العزيز الحكيم " . هذا فيما يخص الهدف من الدعوة ، الهدف الذي يحقق بتعليم الأمة العربية – الأمة الأمية – الكتاب والحكمة ، لإخراجها مما هي فيه من ضلال



أما فيما يخص موقف الرفض للإسلام ، الرفض العربي ، فنحن نكتفي بما ورد في القران الكريم من إصرار العرب على الإبقاء على النظم المتوارثة عن الآباء والأجداد حين كانوا يقولون حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا – أي حسبنا أن نمارس حياتنا على نفس الأسس التي كان آباؤنا يمارسون حياتهم على أساس منها . والقران الكريم طلب من النبي عليه السلام توجيه له أن يقول لهم : أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه إباءكم أو يقول لهم منكراً تقديسهم لتراثهم الثقافي : أولو كان إباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون . وليس يخفى عليكم أيها الأحباب أن القران الكريم في رده عليهم إنما يشير إلى حقيقة اجتماعية تكون الباعثة على التغيير في النظم الاجتماعية ، وهي التي تتمثل تارة في كون النظم القائمة لم توضع على أساس من الحق والعدل وإنما وضعت على أساس من الهوى والغرض الذي يجئ بعيداً عن العقل وعن الهداية ، أو التي تتمثل تارة أخرى في كون النظام القائم قد وضع فيما مضى على أساس من الحق والعدل – لكن الزمن الحالي قد جاء بنظام أخر أصلح منه ، وأهدى إلى الحق والعدل عند ممارسة الحياة – أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه إباءكم



هنا وقفه



وهنا نقف لتجلية هذا الموقف الذي انتهينا إليه من قول بأن الإسلام هو النظام الديني للأمة العربية ، إن هذا الموقف لا يمكن ابدأ أن يحمل معنى عدم عالمية الإسلام ، فالاسم ديانة عالمية – ولكن عالمية لا تتحقق إلا بعد أن تتحقق له عروبته . إن الإسلام كنظام ديني للحياة كان لابد له من خوض تجربة تقوم على مماسه عملياً في مجتمع ما أو في قوم بأعيانهم ، ولقد اقتضت حكمة الله أن يكون المجتمع البشري الذي تجري فيه التجربة هو المجتمع العربي . والتاريخ الإسلامي نفسه يؤكد هذه الحقيقة ولا يخرج بها من الإطار العربي ، فالإسلام كنظام ديني لم يخرج مكانياً عن إطار الجزيرة العربية حتى وفاة الرسول النبي عليه السلام ، وكان الذي يمارسون حياتهم على أساس منه هم عرب شبة الجزيرة . ويوم إن أعلن محمد عليه السلام في الناس قول القران الكريم : " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ، ورضيت لكم الإسلام دينا " إنما كان يقصد العرب ، والعرب ليس غير ، فيهم المقصدون بهذه الآية . وظل الإسلام كنظام يدني محصوراً في المجتمع العربي ، وفي شبة الجزيرة العربية أيام أبي بكر رضي الله عنه ، ولم ينتشر في الأرض ويخرج من نطاق الجزيرة العربية إلا في زمن عمر رضي الله عنه



التجربة الإسلامية عربية أولاً وقبل كل شيء – أي تجربة قومية بالنسبة للأمة العربية التي كانت موجودة زمن النبي عليه السلام ، وزمن أبي بكر رضي الله عنه . والآن لنقف قليلاً مع القران الكريم لنتبين أبعاد هذه التجربة الإسلامية ، ولنرى من آيات القران الكريم كيف كانت هذه الأبعاد عربية ، أولاً وقبل كل شيء



والبعد الأول : والأصيل من أبعاد هذه التجربة الإسلامية أنها اتخذت من اللغة العربية وعاء ثقافياً لها فلغة العرب القومية هي الوعاء الثقافي والفكري للتجربة الإسلامية . والقاعدة العامة في ذلك هي الإشارة القرآنية إلى أن جميع الرسالات السماوية إنما تجئ في اللغة القومية ، وذلك هو المضمون المستفاد من قولة تعالى : " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ..... " . وذلك يعني فيما هو الواضح لنا جميعاً إن اللغة القومية إنما تكون ليحل الفهم للرسالة المساوية والوعي بمضامينها الدينية والاجتماعية وبكل ما فيها من قيم ثقافية ، ومعايير سلوكية ، والى جانب هذه القاعدة العامة التي تشير فيما تشير إليه ، أن رسالة محمد عليه الصلاة والسلام سوف تكون بلغة قومه الذين بعث فيهم وأرسل إليهم وهم العرب ، وتوجد قاعدة خاصة ينصب فيها النص القرآني على العلاقة بين العروبة والإسلام انصباباً مباشراً . يقول الله تعالى : " ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر ، لسان الذي يلحدون إليه أعجمي ، وهذا لسان عربي مبين " . ويقول تعالى : " وانه لتنزيل رب العالمين ، نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين ، بلسان عربي مبين " . ويقول تعالى : " وهذا كتاب مصدق ، لساناً عربياً ، لينذر الذي ظلموا ، وبشرى للمحسنين " . وهذه القاعدة الخاصة يمكن مساندتها بالعديد من الآيات القرآنية التي تنص نصوصاً قطعية الدلالة على عروبة القران الكريم من مثل قوله تعالى : " إنا أنزلناه قرآناَ عربياً لعلكم تعقلون " وقوله تعالى : " إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون " . اللغة العربية هي الوعاء الثقافي لرسالة المساء المسجلة في القرآن الكريم المصدر الأول للإسلام ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد وإنما تجاوزتها إلى ما هو ابعد من ذلك حين توقف القرآن عن النزول ، فقد كانت اللغة العربية ، ولا تزال ، الوعاء الثقافي للفكر الإسلامي الذي أنتجه المفكرون المسلمون على مر العصور . وهنا بعض الظواهر التي يصح أن نقف عندها لدورها في الكشف عن العلاقة بين العروبة والإسلام



الظاهرة الأولى : إن عروبة ما قبل الإسلام لها دور هام في الوعي بالإسلام في كل بعد من أبعاده تقريباً – كما سوف نشير إلى ذلك فيما يأتي ، وبعد لحظات . غير أنا نقف هنا عند الشعر الجاهلي واللغة الجاهلية من حيث أثرهما في معني المفردات القرآنية



والظاهرة الثانية : إن اللغة العربية كانت ولا تزال الأداة التي يؤدي بها الإنسان المسلم غير العربي النسك ، فالصلاة لا بد وأن تكون باللغة العربية



الظاهرة الثالثة : إن الأزمنة والأمكنة العربية لا تزال هي الأساس الديني في تأدية الفروض الدينية ، فالتوقيت العربي والأشهر العربية هما الأساس الديني لتأدية فريضة الصوم في شهر رمضان ، وتأدية فريضة الحج في الحج ، وهكذا ، الأمكنة العربي هي المعتمدة في الصلاة حيث يتجه السلمون جميعاً نحو الكعبة في مكه ، وهي المعتمدة في الحج حيث يذهب الناس كلهم إلى البلاد العربية : مكة عرفات ، ومنى ، والمزدلفة . وهي المعتمدة في العمرة أيضاً . إن هذه الظواهر الثلاث ، إلى جانب ما قدمناه من إشارة إلى الوعاء الثقافي للإسلام ، إنما يؤكد قوة العلاقة فيما بين العروبة والإسلام ، ويبرز بصفة خاصة دور العروبة في حياة الإسلام وهو دور بارز يؤذن لنا في القول بان العروبة هي الإطار العام ، وان الإسلام له النصيب الأكبر في هذا الإطار – ولكنه ليس النصيب الأوحد من حيث إن العروبة تتسع للإسلام ولغير الإسلام من الأديان السماوية ، ومن القيم الثقافية العربية الناجمة عن اجتهادات الفكر البشري في تقديم الحلول لمشكلات الإنسان في هذه الحياة



أيها السادة : نستطيع أن نأذن لأنفسنا الآن بالانتقال من العام إلى الخاص ، بالانتقال من الوعاء الثقافي إلى ما في داخل هذه الوعاء من مكونات ، وسوف نختار من هذه المكونات عنصراً من عناصر المعتقدات ، وعنصراً من عناصر العبادات ، وعنصر المعاملات أو القضايا الاجتماعية التي يبرز فيها حقوق الناس على الناس ، لنتبين من كل عنصر من هذه العناصر كيف صور القرآن الكريم العلاقة بين العروبة والإسلام ، وكيف كان العنصر البارز في هذه العلاقة هو عنصر العروبة وليس الإسلام – اللهم إلا إذا اعتبرنا الإسلام أهم عنصر من العناصر تطبع العروبة بطابع خاص



الظاهرة الأولى : والعنصر الذي اخترناه من عناصر العقيدة هو أهم عنصر فيها وهو : " الله " الله قديم ، سبحانه ، وهو المبدع للكون بمن فيه ، وما فيه ، ولم يغب أبداً عن ذهن المجتمع العربي فقد كان حاضراً فيه قبل الإسلام وهذا الذي يؤكده القرآن الكريم حين يقول : " ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض وسخر الشمس والقمر ، ليقولن الله ... " . " ولئن سألتهم من نزل من السماء ماءً فأحيا به الأرض بعد موتها ليقولون الله ... " . " فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين ، فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون ... " . الله حاضر في ذهن الإنسان العربي قبل أن يكون الإسلام – ولكنه لم يكن وحده في الحضور فإنما كان جانبه أله أخرى ، ومن هنا كان الشرك الذي يعني تعدد الإلهة بوجود شركاء لله . الإلهة التي كانت موجودة إلى جانب الله هي اللات والعزى ومناة وغيرها – وهي آله عربية ، وكان لكل آله من الآلهة الباطلة صنمه المقام له حول الكعبة – وقد كانت معروفة عندهم بأنها بيت الله . إن ما فعله الإسلام أيها السادة هي نظرته إلى الله على أنه المعبود بحق ، وإن غيره من الآلهة إنما يعبد بالباطل . وإن الإخلاص في العبادة ليس يصح إلا لله وحده، وأنه من هنا كان اعتراضهم الذي سجله القرآن الكريم عليهم وقولهم : " أجعل الآلهة إلهاً واحداً إن هذا لشيء عجاب ، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق " . والملة الآخرة التي يشيرون إليها هي المسيحية التي تقول بان الله ثالث ثلاثة ، والقران الكريم يشير إلى هذا حين يقول : " ولما ضرب ابن مريم مثلاً إذا قومك منه يصدون ، وقالوا أآلهتنا خير أم هو ، ما ضربوه لك إلا جدلا ... " . المستهدف من الدعوة الإسلامية إن يعبد الله وحده وأن يرفض ما عداه من الآلهة العربية التي اخترعها هؤلاء الناس لأنفسهم – إن هي إلا أسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ... " . وكانت عبادة الله قديماً في الكعبة التي بناها إبراهيم عليه السلام ، ولا تزال عبادة الله تقوم في بيت الله الذي يتوجه الناس إليه في الصلاة ويحجون إليه كل عام في أرض العرب




( الله ) : مرتبط بالعروبة في الإسلام ، وفيما قبل الإسلام ، ومرتبط مع غيره من الآلهة في عروبة ما قبل الإسلام . وارتباط الله بالعروبة في الإسلام لا يعني الارتباط بالدين الإسلامي ، وإنما يعني الارتباط بالإسلام من حيث هو نظام ديني للأمة العربية ، نظام يسمح بحضور الله في العروبة على أساس من الأديان السماوية لغير المسلمين من العرب – أي أهل الكتاب . وهنا لان ندخل في عروبة أهل الكتاب اليهودية والنصرانية أو غيرهم من المشركين حتى لا نطيل الكلام



الظاهرة الثانية : ولن نتناول الصلاة وتلاوة القرآن التي هي بالعربية لأنها أمر بديهي لا جدال ولا حوار فيه .. وموقفنا هنا سوف يكون مع العبادة الدينية المعروفة باسم الحج ، والحج معناه اللغوي ( الزيارة ) والحج كان ولا يزال ، من حيث زمان الحج ، ومن حيث مكانه ، مرتبط ارتباطاً قوياً بالعروبة ، من حيث أنه لا يسمى حجاً إن جاء خارج الإطار العربي في الزمان وفي المكان . والحج بنص القرآن الكريم واجب ديني عربي منذ إبراهيم عليه السلام ، وجاءت هذه الفريضة الدينية استجابة لدعوة دعاها إبراهيم عليه السلام . ويقول الله تعالى : " وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئاً ، وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالاً، وعلى كل ضامر ، يأتين من كل فج عميق .. الخ الآيات من سورة الحج . ويقول : " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدى للعالمين ، فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ، ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً " . ويقول تعالى : " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا ، واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ، وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود " ، ويقول تعالى : " رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق أهله من الثمرات – من آمن منهم بالله واليوم الآخر ... " . ويقول تعالى : إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما .. " . ويقول المفسرون للقران الكريم أن سبب نزول هذه الآية هو امتناع بعض الصحابة عن السعي بين الصفا والمروة من حيث انه كان سعياً قبل الإسلام بين إساف ونائلة ، فرفع القران الكريم عنهم هذا الحرج من حيث انه سعي بين الصفا والمروة. إن كل مناسك الحج من طواف الكعبة ومن سعي بين الصفا والمروة ، ومن وقوف بعرفة ... الخ



إنما كان معروفاً ومعمولاً به عند العرب من قبل رسالة محمد عليه الصلاة والسلام . إن كل ما جاء به القران الكريم إنما هو إخلاص هذه الفريضة الدينية لله وحده والقضاء على كل ما يقوم به الحجاج العرب من تلبية لغير الله وإزالة الآلهة الأخرى ، والإبقاء فقط على الكعبة بيت الله



الفريضة الدينية : الحج مرتبطة ارتباطً قوياً بالعرب ، لا من حيث زمان تأديتها ولا من حيث مكان تأديتها فقط ، وإنما من حيث هي مناسك وشعائر عربية أيضا . وإذا ما انتقلنا أيها السادة إلى ما هو غير المعتقدات والعبادات ، فان المسالة سوف تكون ابرز واقوي وأوضح ،، وأجلا



الظاهرة الثالثة : إن ارتباط الإسلام بالعروبة قوي جداً وأوضح ورد في القرآن الكريم ، ووردت في القران الكريم إجابة عنه إنما هو قضية من قضايا العروبة ، ومشكلة من مشاكل حياتها . ولنقرأ سوياً هذه الأسئلة وهذه الأجوبة . يقول الله تعالى : " يسألونك عن الشهر الحرام قتال فيه ، قل ، قتال فيه كبير ، وصد عن سبيل الله وكفر به ، والمسجد الحرام وإخراج أهلة منه أكبر عند الله ، والفتنه أكبر من القتل ، ولا يزالون يقاتلوكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا ، ومن يرتدد منكم عن دينه فيمت وهو كافر ... الخ " . ويقول سبحانه : يسألونك عن الخمر والميسر ، قل ، فيهما إثم كبير ومنافع للناس ... الخ " . ويقول : " يسألونك عن المحيض ، قبل ، هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ... الخ " . ويقول : " يسألونك ماذا أُحل لهم ، قل ، أُحل لكم الطيبات ... الخ " . ويقول : " يسألونك عن الساعة أيان مرساها ، قل ، إنما علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو ..... " . يقول جل وعلا : يسألونك عن الأنفال ، قل ، الأنفال لله والرسول ... الخ



فالأسئلة الواردة في القران هي الأسئلة التي تنبت في الحياة العربية مصورة مشكلاتها ، والإجابة عن هذه الأسئلة هي الإجابة القرآنية أو الإسلامية هي المشكلات – أي إن القران الكريم إنما ينظم الحياة العربية ، ويقدم الحلول لمشكلاتها القائمة . وإذا تركنا الأسئلة والإجابة عنها إلى ما كان يدور من جدل أو حوار بين النبي عليه السلام وغيره ، نجده جدلاً وحوراً يدور حول مشكلات الساعة في الحياة العربية ، ومشكلات النبوة والرسالة القران الكريم ومشكلات الحياة اليومية للإنسان العربي . ويقول : " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير ، والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم ، إن أمهاتهم إلا اللاتي ولدنهم ، وإنهم ليقولن منكراً من القول وزورا " . ويقول : " كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقا من المؤمنين لكارهون ، يجادلون في الحق بعد ما تبين ... " . فالجدال لا ذي تصوره هذه الآيات وكثير غيرها إنما يدور حول ما كان يزخر به المجتمع العربي من مشكلات ذهنية حول قيم ثقافية وسلوكية لم تكن قد استقرت بعد ، وأخذت الحياة العربية تمارس على أساس منها



ولم يقف أمر القران الكريم عند هذه الحدود من التفاعل بين التراث العربي والنظام الديني الجديد الإسلام ، وإنما أجتازه إلى البيئة العربية المعنوية ، والبيئة المادية ، فوقف عندها وصورها لينفذ من هذه الصور القديمة إلى وضع البديل الجديد ، البديل الذي يرقى بمستوى الحياة في المجتمع العربي المعاصر لنزول القران الكريم أولاً وقبل كل شيء . ويقول الله تعالى : " والله جعل لكم من بيوتكم سكنا ، وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتاً تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ، ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثاً ومتاعاً إلى حين ، والله جعل لكم مما خلق ظلالاً ، وجعل لكم سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم – كذلك يتم نعمته عليكم لعلكم تسلمون "



ويطول بنا المقام أيها الاخوة الأفاضل إن نحن مضينا في تتبع الآيات القرآنية التي تقف عند البيئة الطبيعية وعند البيئة المعنوية من حياة المجتمع العربي في شبة الجزيرة العربية



الحقيقة الأولى : إن القران الكريم قد صور لنا ألواناً من الصراع الفكري ممثلة في الجدل والحوار وألواناً من الصراع الجسدي ممثلة في الحروب والغزوات وإن هذا كله لم يكن إلا صراعاً عربياً بين المسلمين وغيرهم أي بين الداعين إلى الجديد والملتزمين بكل ما يجئ به الجديد من بديل ، والثابتين على القديم المتمسكين بكل ما فيه من تراث وقيم . وليس يخفى إن مثل هذا الصراع صوره القران الكريم ، هو الذي يحدث في كل امة تقع فيها تغيرات جذرية تتناول الآراء والمعتقدات ، والتقاليد والعادات ، والقيم والأخلاق والمعايير بها من مستوى حضاري إلى أخر ارقي منه واقدر على تحقيق السعادة والخير لهذه الأمة



وعلى هذا نستطيع إن ندرك في سهولة إن الإسلام هو ذلك النظام الجديد الذي استهدفت الحكمة الآلهية من تعليم الأمة العربية الكتاب والحكمة لإخراجها من الظلمات إلى النور ، وهدايتها إلى الحق والى الطريق المستقيم . أنها الأمة ، وإنه النظام الذي تمارس به هذه الأمة حياتها لتنتقل من طور حضاري سابق إلى طور حضاري لاحق فيه الخير كل الخير . وهذا يعني بصريح العبارة إن العروبة هي الأصل ، وأن الإسلام هو الفرع



الحقيقة الثانية : إن القران الكريم يدل دلالة قطعية في أخر ما انزل منه من آيات على إن الإسلام كان حتى هذه المرحلة التي نتحدث عنها ديانة قومية – أي نظاماً دينياً للأمة العربية التي كانت لا تزال محصورة في شبة الجزيرة العربية . يقول الله تعالى في هذه الآية التي نزلت في حجة الوداع : " اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ... " . فالمخاطبون هنا هم العرب ، فهم الذين أكمل الله لهم دينهم ، وأتم عليهم نعمته ، ورضي لهم الإسلام ديناً . والتاريخ الإسلامي يؤكد هذه الحقيقة فالإسلام حتى هذا التاريخ ، وبعد هذا التاريخ بقليل ، لم يكن قد خرج من الإطار القومي إلى الإطار العالمي ، إنه لم يخرج إلى الإطار العالمي إلا بعد أن بدأت حركة الفتح التي انتشرت معها العروبة وانتشر الإسلام – الأمر الذي لم يتحقق إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أما في زمن النبي عليه السلام ، وزمن الخليفة الأول أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، فقد كان الإسلام لا يزال في إطاره القومي



لقد اكتملت التجربة الإسلامية في الواقع العربي ، واقع الجزيرة ليس غيره ، وهذا يؤكد بكل ما تتسع له هذه الكلمة من معنى ، وإن هذا إنما يعني بصريح العبارة إن العروبة هي الأصل وأن النظام هو الفرع ما دمنا نستهدف من النظرية أو من النظام الديني التطبيق – أي إن تصبح دستور الحياة لقوم بأعيانهم – قبل إن يخرج إلى غيرهم



الحقيقة الثالثة : إن ما يشير إليه الفقهاء والمفكرون المسلمون من قضايا في أصول الفقه تدور حول النسخ والتدرج في التشريع ، إنما يدل على دلالة قاطعة على الدور الذي لعبته العروبة في بناء التشريع الإسلامي ، فقد كانت أسباب النسخ ، وعوامل التدرج في التشريع من الظواهر الاجتماعية : العقلية والنفسية ، لأبناء الأمة العربية المعاصرين لنزول القران الكريم . والذين يقرءون ما كتبه المفسرون عن أسباب نزول الآيات القرآنية يدركون هذه الحقيقة ، فقد كانت أسباب النزول تدور حول وقائع وأحداث من حياة الأمة العربية يومذلك ، وهذا يؤدي بنا إلى الإقرار بأن العروبة قد كانت هي الأصل ، وأن الإسلام ليس إلا النظام الديني الذي تمارس به هذه الأمة حياتها اليومية وحياتها العامة



وتكفينا هذه الحقائق من الحديث عن مرحلة قومية الإسلام وإنها قومية عربية ، وننتقل في الموضوع التالي إنشاء الله عن مراحل العلاقة بين العروبة والإسلام التي ينشد فيها الإسلام عملياً تحقيق عالميته . وهذه المرحلة تبدأ فيما هو المعروف والمتداول بالفتح وهذا في عصر عمر بن الخطاب رضي الله عنه . إلى الجزء الثاني إن شاء الله


فارس عبدالفتاح .. قومي عربي

هناك 3 تعليقات:

monadlon يقول...

سلام عليكم و رحمة الله و بركاته
مقالك طويل، طويل و في النهاية لم تقل فيه شيء سوي أنك ألصقت بالإسلام تهمة العنصرية فهو دين للعرب و غير العرب. لم تكفينا عنصرية الفرس، ها أنك تطالعنا بقومية عربية عنصرية.
و السلام عليكم و رحمة الله
السيدة عفاف. عنيبة

فارس عبدالفتاح يقول...

اههاهاهااههه

اختي الكريمة

تحية طيبة وبعد ،

اعلم تمام العلم بما قد يحدث عن عدم استيعاب لما قد كتبت ولهذا فقد نوهت في استهلال هذا الموضوع بهذا الامر علماً مني بان هناك من يقرأ ولا يستوعب جدياً لان الذي يقرأ لا يتأنى ولا يتفكر في ما يقرأ .

المهم أختى الكريمة

هذه ليست النهاية هناك جزئين لهذا الموضوع وقد نوهت لذلك

ثانيا : الاسلام لا يوجد فيه عنصرية ولقد قلت في مقالي هذا بان الاسلام جاء لينظم حياة العرب خاصة ويطهر نفوسهم وان يهيئهم لنشر الاسلام .

وان الاسلام لا يتحقق عالميته الا اذا تحققت عروبته لانه دين العرب خاصة وللبشرية عامة .

وان من ينكرون على من ينادون بالدولة القومية ان تكون وتوجد فان الاسلام لا يعارض هذا ابداً ، بل هو اساس ديني لقومية عربية .

هذا بختصار شديد جداً ما يقوله هذا الجزء .

فتحلى بالصبر والتأني وتابعي الجزئين التاليين ومرفقهم احاديث محمدأً عليه الصلاة والسلام في فضل العرب على جميع امم الدنيا وهي احاديث باسناد واهلها اي رواة الحديث ( ثقات ) .

مع اطيب التمنيات لكي ،،،

فارس عبدالفتاح يقول...

عفوأ

كل الدلائل التى اتيت بها كانت من القرأن الكريم .

فارجوا ان يكون الفهم بما جاء به القران الكريم وليس بما قد تفهميه عني انا شخصياً .

لان البينة على من ادعى

مع كل الاحترام